رجح مسؤولون إسرائيليون، اليوم (الأحد)، أن حركة حماس سترد بشكل إيجابي على الاقتراح الإسرائيلي الجديد بشأن انتشار قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وقال مصدر مطّلع على المفاوضات إن "اختراقًا في المحادثات قد يتحقق خلال أيام قليلة".
يأتي ذلك بعد أن تراجعت الحكومة الاسرائيلية عن إرسال وفد رسمي رفيع إلى العاصمة القطرية الدوحة، رغم ما وُصف بتقدم جزئي في المحادثات غير المباشرة مع حركة حماس بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وأكدت المصادر أن "مسألة الوفد الرفيع لم تعد مطروحة"، مشيرة إلى أن الفجوات في المفاوضات ما زالت قائمة، رغم محاولات تقليصها، وأن "الوصول إلى اتفاق لا يزال بحاجة إلى وقت".
من جانبه، قال المبعوث الأميركي إلى المنطقة، آدم بوهلر، في مقابلة مع شبكة CNN، إن "إسرائيل قدمت تنازلات فعلية"، وإن "هذا هو أفضل عرض يمكن أن تحصل عليه حماس". ودعا الحركة إلى إطلاق سراح المختطفين محذرًا: "إذا لم تستجب، فستواجه عملية عسكرية جديدة".
وأضاف بوهلر: "هناك أميركيان من بين المختطفين، ونحن نريد إخراجهم مع باقي الرهائن. إسرائيل قدّمت خرائط جديدة كجزء من التنازلات، وهي تبدي مرونة على أمل إنهاء النزاع".
في السياق الميداني، أكد رئيس أركان الجيش الاسرائيلي، إيال زمير، أن "الإنجازات العسكرية الميدانية تُمهّد الطريق لإنجاز صفقة تبادل"، وأضاف أن "استمرار الضغط العسكري سيُضعف حماس ويفتح المجال لتنفيذ نماذج عملياتية جديدة".
من جانبه، نقل مصدر فلسطيني مطلع على المفاوضات أن "نقاط الخلاف تقلّصت بشكل كبير"، وأن الحديث يدور الآن حول "فوارق لا تتجاوز الكيلومترات في ما يتعلق بانسحاب القوات الإسرائيلية من شرق القطاع"، مشيرا إلى أن "الاتفاق جاهز، وننتظر فقط الإعلان الرسمي"
وأضاف المصدر أن "الضغط الأميركي أحدث تأثيرًا على مستوى المساعدات الإنسانية"، مشيرًا إلى أن "صيغة تبادل الأسرى حُسمت سابقًا، وتنص على إطلاق سراح 50 أسيرًا مقابل كل مختطف".
وتأتي هذه التطورات في أعقاب تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أكد أن "عشرة مختطفين سيُطلق سراحهم قريبًا"، وقال مسؤول إسرائيلي إن "كلام ترامب لم يأت من فراغ"، في إشارة إلى ضلوع مبعوثه ويتكوف في إدارة الملف.
وبحسب تفاصيل الصفقة الجزئية المقترحة، يُفترض أن تمتد الهدنة لـ60 يومًا، وتشمل إطلاق سراح 10 مختطفين أحياء (8 منهم في اليوم الأول، و2 في اليوم الخمسين)، إلى جانب تسليم جثامين 18 آخرين على ثلاث دفعات. وتتضمن الخطة مفاوضات لاحقة لإنهاء الحرب والإفراج عن باقي المختطفين، في ظل مطالب حماس بالحصول على ضمانات لتمديد وقف إطلاق النار حتى استكمال الاتفاق.
يُذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق مؤخرًا على الانسحاب من "محور موراغ" الذي يفصل رفح عن خانيونس، تحت ضغط دولي متصاعد، فيما عزت تقارير إسرائيلية الخطوة إلى مقتل مدنيين في غارات إسرائيلية استهدفت مواقع توزيع مساعدات غذائية، وكنيسة في غزة، ما أثار إدانات واسعة.
First published: 18:56, 20.07.25