قالت صحيفة "العربي الجديد" إنّ غياب مواد التنظيف الأساسية ومستلزمات النظافة الشخصية في قطاع غزة لم يعد مجرد أزمة معيشية مؤقتة، بل تحوّل إلى تهديد مباشر للصحة العامة، وسط تدمير البنية التحتية واستمرار إغلاق المعابر منذ شهور.
نقص واسع وغلاء غير مسبوق
وبحسب ما نقلت "العربي الجديد"، فإنّ بيانات وزارة الصحة في غزة تشير إلى أنّ أكثر من 70% من العائلات النازحة لا تملك مواد تنظيف أساسية، فيما ارتفعت أسعار المنظفات بأكثر من 600% خلال الأشهر الأخيرة. وأكد تقرير صادر عن الأمم المتحدة أنّ غالبية الأطفال دون سن الخامسة لا تتوفر لهم مستلزمات النظافة، ما يزيد من انتشار الأمراض.
معاناة النساء والفتيات
وذكرت الصحيفة أن تقريراً مشتركاً بين "يونيسف" وصندوق الأمم المتحدة للسكان أظهر حاجة أكثر من 690 ألف امرأة وفتاة في غزة إلى مساعدات عاجلة تشمل الفوط الصحية وحفاضات الأطفال ومنتجات التنظيف. ونقلت "العربي الجديد" عن نازحات قولهن إن غياب الفوط الصحية والصابون ومساحيق الغسيل يجعل الحياة اليومية شبه مستحيلة، ويضاعف خطر تفشي الأمراض الجلدية ولسعات الحشرات.
تحذيرات طبية
وأضافت الصحيفة أنّ رئيس قسم مكافحة العدوى في وزارة الصحة، محمود صالح، حذّر من خطورة غياب مواد التعقيم في المستشفيات، مؤكداً أنّ العدوى تنتشر بسرعة في ظل غياب المطهرات مثل الكلور والديتول. وأوضح أنّ "ضعف المناعة الناتج عن سوء التغذية، وتكدس النازحين في مراكز الإيواء، قد يؤدي إلى تفشي أوبئة يصعب السيطرة عليها".
شهادات نازحين
ونقلت "العربي الجديد" عن مواطنين في غزة وصفهم لمعاناتهم مع الأمراض الجلدية وتفشي القمل والجرب بين الأطفال، بسبب انعدام الصابون وسوائل الغسيل، وغلاء أسعار المنظفات، حيث وصل ثمن عبوة شامبو إلى 150 شيكلاً. وأكدوا أنّ استمرار الحصار وإغلاق المعابر يفاقمان الأزمة ويجعلان الحصول على أبسط مستلزمات النظافة أمراً شبه مستحيل.