في حادثة تُسلط الضوء مجددًا على عمق العنصرية في البلاد، تعرّضت عائلة عربية في مدينة يافا للطرد من أحد الملاجئ أثناء القصف الصاروخي، فقط لأنهم عرب. ناصر اكتيلات، أحد أفراد العائلة، تحدّث لـ"راديو الناس" عن تفاصيل الحادثة المؤلمة، قائلاً: "في أول يوم أعطونا الرمز "كود" الدخول للملجأ، دخلنا كأي سكان آخرين، لكن من اللحظة الأولى شعرنا بالنفور، وكأننا متهمون بإطلاق الصواريخ".
اكتيلات: "قالوا لنا لا تعودوا – سنغيّر الكود"
استوديو المساء مع فراس خطيب
10:28
وأضاف اكتيلات أن العائلة قوبلت بوجوه عابسة وتعابير واضحة من الرفض: "حتى لو أنقذناهم من الموت، لن يحبونا، لكن كنا مضطرين ندخل المكان لأنه لا يوجد غرفة آمنة في المنزل". ولفت إلى أنه في المرة التالية، جاءت إحدى الجارات وقالت لهم بلهجة فظة: "هذه آخر مرة تأتون فيها، سنغير الكود"، مضيفة: "أنتم غير مرغوب بكم هنا".
وأشار ناصر إلى أن العائلة المكونة من نحو 7–8 أفراد اضطرت لاحقًا للانتقال إلى ملجأ في مدرسة قريبة، بينما آثر هو العودة إلى المنزل متأثرًا نفسيًا من الإهانة: "كيف يعقل أن أُعامل كلاجئ؟ نحن لاجئون في وطننا؟!".
وتابع: "ما يؤلم أكثر أن أحدًا من الجيران لم يعترض أو يدافع عنا، بل بدا أنهم يشاركون في الرفض. فقط لاحقًا جاء اثنان أو ثلاثة منهم ليعتذروا ويعطونا الكود الجديد، لكن الضرر وقع".
وأكد اكتيلات أنه قد وثّق الحادثة وشاركها على وسائل التواصل الاجتماعي، ولاقى منشوره تفاعلًا واسعًا، مضيفًا: "ما يحدث ليس فرديًا، نحن نعيش في هذا البلد منذ أكثر من 45 سنة، لكن هذه المرة قررت ألا أصمت".
وختم بالقول: "لسنا ضد اليهود، نعيش سويًا ونحترم الجميع، لكن حين تصل العنصرية إلى هذا الحدّ – أثناء الحرب، وأنت تبحث عن الأمان – يصبح الصمت جريمة".
راديو الناس يتابع الحادثة وسيسعى للحصول على ردود من الجهات الرسمية حول ما جرى في الملجأ، ويطالب بفتح تحقيق في التصرفات العنصرية بحق مواطنين عرب داخل مدن مختلطة.