وجّه الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم (الأحد)، إنذارًا لسكان عدد من المناطق في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، طالبهم فيه بالإخلاء الفوري، تمهيدا لقصفها.
جاء ذلك بعد يوم من إعلان الجيش الإسرائيلي استكماله السيطرة على ما يعرف بـ"محور موراغ"، وتطويق مدينة رفح جنوبي القطاع بالكامل، وذلك بهدف فصل مدينة خانيونس عن مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
الضغط على حماس
من جانبه، تطرّق وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس إلى السيطرة على محور "موراغ" وتوسيع العملية البرية في قطاع غزة، وقال إن مئات الآلاف من السكان قد تم إجلاؤهم، وإن "مساحات واسعة من قطاع غزة أصبحت جزءًا من مناطق الأمن التابعة لإسرائيل".
ووفقا لكاتس، فإن "الهدف الأساسي هو ممارسة ضغط كبير على حماس للعودة إلى اتفاق إطلاق سراح المختطفين"، مشيرا إلى أنه "كلما واصلت حماس تعنّتها، ستتصاعد عمليات الجيش الإسرائيلي، وستصبح غزة أصغر وأكثر عزلة".
وفد حماس في القاهرة
في غضون ذلك، أكّد القيادي في حركة حماس، محمود مرداوي، أن وفدًا من الحركة يتواجد في القاهرة لبحث وقف الحرب الاسرائيلية على غزة، وفتح المعابر، وتفعيل لجنة الإسناد المجتمعي، وتوحيد المؤسسات الفلسطينية.
وقال مرداوي إن حماس تتعامل بـ"إيجابيّة ومسؤوليّة كاملة" مع أيّ مقترح يستند إلى وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الاسرائيلية من القطاع.
قصف المستشفى المعمداني
وفي وقت سابق اليوم، أكد الجيش الإسرائيلي قصف المستشفى المعمداني، بادعاء أن حماس كانت تُشغّل فيه مقرًا للقيادة والسيطرة، الأمر الذي نفته الحركة واعتبرته "تكرار مفضوح للأكاذيب الإسرائيلية لتبرير استهداف مراكز الإيواء والمدنيين والمستشفيات".
وطالبت حماس بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة، لـ"تفنيد هذه الادعاءات الكاذبة ووضع حد لهذه الجرائم المستمرة دون حسيب".
خروج المستشفى عن الخدمة
يأتي ذلك فيما أكدت مصادر فلسطينية بأن القصف استهدف مبنى قسم الاستقبال والطوارئ في المستشفى الأهلي العربي، المعروف بـ"المعمداني"، ما أدى إلى تدمير المبنى وخروج المستشفى عن الخدمة.
وأظهرت صور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات المرضى والجرحى ممن لم يجدوا مكانا يأووا إليه سوى الرقود في الشوارع المحيطة بالمستشفى، كما غادرت العائلات النازحة المكان.
وأفاد الدفاع المدني بأنه لم يتلق أنباء عن سقوط قتلى أو مصابين.
إهانة للمسيحيين
بدروه، اعتبر السكرتير الثاني لمجلس بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، القس الكنن دون بندر، أن القصف الإسرائيلي لمستشفى المعمداني في مدينة غزة وتدميره وإخراجه بالكامل عن الخدمة في أحد الشعانين، "يعد إهانة لجميع المسيحيين وانتهاكًا لجميع قواعد السلوك الإنساني".
وأضاف أنه "على الرغم من صدور أوامر الإخلاء قبيل الهجوم، توفي طفل في 13 من عمره متأثرًا بجروح سابقة في الرأس أثناء عملية الإخلاء المستعجلة".
كما أوضح أن تاريخ المستشفى المعمداني يعود إلى القرن التاسع عشر، وهو أقدم مستشفى في غزة وأيضا المستشفى المسيحي الوحيد في القطاع.
وفي أحدث إحصائية، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن الغارات الإسرائيلية قتلت 11 شخصا منذ فجر اليوم، وأضافت أن الحصيلة الإجمالية منذ بدء الحرب ارتفعت إلى أكثر من 50 ألفا و116 ألف إصابة.