أعلنت مدينة واشنطن عن اتفاق بقيمة 3.8 مليار دولار مع فريق "واشنطن كوماندرز" لبناء ملعب كرة قدم جديد يتسع لـ65 ألف مقعد، ضمن خطة شاملة لتحفيز اقتصاد وسط المدينة بعد سنوات من التراجع. وتعهد مالك الفريق، جوش هاريس، بضخ 2.7 مليار دولار من أمواله الخاصة، في حين ستسهم المدينة بمبلغ 1.1 مليار دولار، وهو ما وصفه المسؤولون بأنه أكبر استثمار خاص في تاريخ العاصمة.
حيّ متكامل ومخاوف مالية
يشمل المشروع الضخم تطوير حي جديد على مساحة 180 فدانًا، يتضمن مساكن وفنادق ومطاعم ومساحات خضراء. لكن لم تُحدد بعد مصادر تمويل هذه المرافق المصاحبة. ورغم الآمال بأن تساهم هذه الاستثمارات في إعادة الحياة إلى الاقتصاد المحلي، يُحذر خبراء من أن المشاريع الرياضية الممولة جزئيًا من المال العام قد لا تحقق فوائد اقتصادية حقيقية، بل تُعيد توزيع الإنفاق الاستهلاكي من متاجر محلية إلى شركات الترفيه.
أمثلة من مدن أميركية أخرى
تتكرر هذه النماذج في مدن أميركية عديدة، من بينها ناشفيل التي تُشيّد ملعبًا بقيمة 2.2 مليار دولار، ولاس فيغاس التي تستعد لافتتاح ملعب بيسبول بقيمة 1.7 مليار دولار ضمن مشروع منتجع فخم. ووفقًا لتقديرات شركة "كلتش سبورتس"، فإن قيمة الاستثمارات المتوقعة في هذه الأحياء الترفيهية المرتبطة بالرياضة قد تتجاوز 100 مليار دولار خلال 15 عامًا.
انتقادات في الداخل وتوسّع عالمي
لكن الانتقادات تزداد، خاصة في ظل تقليص ميزانيات التعليم والصحة في عدة ولايات. فقد قال عضو المجلس البلدي في واشنطن تشارلز ألين: "كيف يمكنني أن أطلب من الناس التخلي عن مساعدات السكن أو الصحة بينما نوفر 1.1 مليار دولار لبناء ملعب؟". رغم ذلك، ترى شركات التطوير العقاري في الملاعب فرصًا ذهبية في عصر الترفيه المباشر، ويُتوقع أن يصل حجم السوق العالمي للعقارات الرياضية إلى تريليون دولار، وفق شركة SEREGH المطورة لمشاريع في أميركا وأوروبا والشرق الأوسط وآسيا.
عودة الفريق إلى الديار وتأييد شعبي
يرى أنصار المشروع في واشنطن أن عودة الفريق إلى موقع ملعب RFK القديم حيث لعب حتى التسعينيات، تمثل خطوة رمزية تعيد الفريق إلى "بيته" بعد عقود في ماريلاند. كما يتضمن المشروع بناء 6000 وحدة سكنية، يُخصّص ثلثها للسكن الميسور. ويقول مشجع الفريق سامو قريشي: "أعطي العمدة علامة كاملة على إنجاز هذا الاتفاق".