أحيا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم (الخميس) الذكرى الثانية لأحداث 7 أكتوبر في مراسم رسمية أقيمت على جبل هرتسل في القدس، مؤكدًا أن إسرائيل "ستواصل القتال حتى تحقيق النصر الكامل"، وموجهًا تحذيرًا مباشرًا إلى إيران، في حين لمّح إلى "فرص كبيرة لتوسيع دائرة السلام في المنطقة".
وحضر المراسم أيضًا رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ وعدد من القادة العسكريين وعائلات القتلى، في يوم وطني حدّدته إسرائيل لإحياء ذكرى أكثر من 1,200 قتيل مدني وعسكري في هجمات حماس، و916 جنديًا سقطوا منذ اندلاع الحرب.
"7 أكتوبر كان إبادة جماعية حقيقية"
في كلمته، قال نتنياهو إن هجوم حماس على بلدات الجنوب قبل عامين كان "رعبًا من نوع آخر"، مضيفًا:"ما شهدناه في 7 أكتوبر هو إبادة جماعية حقيقية — ذبح وحشي للأطفال والنساء والمسنين بلا رحمة. لو تمكن الإرهابيون من الوصول إلينا جميعًا، لقتلونا جميعًا. هذا هو المعنى الحقيقي للإبادة".
وأضاف أن تلك الأحداث "وحّدت الشعب الإسرائيلي في مواجهة قوى الشر"، مؤكدًا أن إسرائيل "خاضت الحرب بقوة غير مسبوقة في سبع جبهات مختلفة، ونقلت المعركة إلى أرض العدو ووجهت له ضربات موجعة".
رسالة تهديد إلى إيران
وجّه نتنياهو رسالة واضحة إلى إيران، قال فيها:"التحديات الكبرى ما زالت أمامنا، من قبل أعدائنا الذين يسعون إلى إعادة تسليح أنفسهم."
وأضاف أن إسرائيل "تقف في الخط الأول في الصراع بين الهمجية والحضارة، وبين قوى الظلام والإنسانية"، متوعدًا بأن "كل من يرفع يده علينا سيدفع ثمنًا باهظًا جدًا".
"فرص دراماتيكية لتوسيع السلام"
وفي لهجة أقل تصعيدًا، تحدّث نتنياهو عن الجانب السياسي قائلًا:"إلى جانب التحديات، هناك فرص كبيرة ودراماتيكية لتوسيع دائرة السلام."ورأى أن إسرائيل "ستحقق أهدافها فقط من خلال الوحدة الداخلية والتضامن الوطني"، في إشارة إلى الانقسامات السياسية والاجتماعية التي تشهدها البلاد منذ أشهر.
تصريحات نتنياهو فُهمت في الأوساط السياسية على أنها تلميح إلى محادثات أو وساطات محتملة مع دول عربية جديدة للانضمام إلى اتفاقات "أبراهام" التي وُقعت عام 2020، وربما لإعادة تفعيل المسار التطبيعي الذي تجمّد منذ الحرب على غزة.

