تصدرت تصريحات رسمية متزامنة في كل من إسرائيل وإيران، اليوم الأربعاء، التأكيد على أن الضربات الأميركية الأخيرة ألحقت أضرارًا بالغة بمنشآت إيران النووية، في وقت تتباين فيه التقديرات حول مدى تعطل البرنامج النووي الإيراني.
تدمير موقع فوردو وتراجع قدرة إيران على التخصيب
أعلنت لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية أن الغارة الأميركية على موقع "فوردو" النووي الإيراني دمّرت البنية التحتية الحرجة فيه وجعلت منشأة التخصيب غير قابلة للاستخدام. وأشارت إلى أن الضربات الأميركية، بالتعاون مع عمليات إسرائيلية، "أعادت قدرة إيران على تطوير سلاح نووي إلى الوراء لسنوات عديدة"، على حدّ تعبيرها.
في المقابل، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في مقابلة تلفزيونية، إن "المنشآت النووية لدينا تضررت بشدة، هذا مؤكد"، مضيفًا أن بلاده تُجري تقييمًا فنيًا للأضرار. وفي تقرير آخر نقلته شبكة CNN، أكدت مصادر إسرائيلية أن مدى الضرر لا يزال قيد التقييم، مشيرة إلى أن كمية اليورانيوم المخصب التي نُقلت من الموقع قبل الضربة لا تزال مجهولة.
2 عرض المعرض


: رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأميركي دونالد ترامب يشاركان في قمة الناتو في لاهاي
(تصوير: سايمون داوسون - مكتب رئاسة الوزراء البريطانية)
خلاف حول حجم الضرر ومدى استمراريته
وفي مؤتمر قمة الناتو في لاهاي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن "برنامج إيران النووي عاد عقودًا إلى الوراء"، متحديًا بذلك تقديرات استخباراتية أولية أفادت بأن الضربات أخّرت البرنامج لبضعة أشهر فقط. وقال ترامب: "الدمار كان كليًا، وسنشاهد ذلك"، وأضاف أن عملاء إسرائيل دخلوا موقع "فوردو" بعد الهجوم وأكدوا أنه "دُمّر تمامًا".
من جهته، صرّح رئيس وكالة الطاقة الذرية الدولية رافائيل غروسي أن لدى إيران القدرة الفنية والصناعية لإعادة بناء منشآتها، مشيرًا إلى أن "معظم المواد النووية المخصبة نجت من الهجمات". كما أكد أن الوكالة تلقت رسالة من طهران تفيد باتخاذ "إجراءات خاصة" لحماية المعدات.
تقييمات متضاربة واستعدادات لمزيد من التحركات
وفي وقت واصلت فيه القيادة الإيرانية التهديد بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، أعلن الأمين العام لحلف الناتو، مارك روتا، أن الولايات المتحدة "وجهت ضربة قوية" لإيران، مضيفًا أن واشنطن وحدها تملك القدرة على شن هجمات بهذا الحجم. أما وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، فقال إن إيران "باتت أبعد بكثير عن امتلاك سلاح نووي مما كانت عليه قبل أسبوع".
في الوقت نفسه، أشار تقرير لصحيفة نيويورك تايمز إلى أن تقديرات البنتاغون تفيد بأن الضربات الأميركية نجحت في سدّ مداخل منشآت رئيسية دون تدمير البنية التحتية العميقة، مما يعني أن إيران قد تكون قادرة على إعادة بناء قدراتها في حال لم تواجه قيودًا إضافية.