أعلنت هيئة الإحصاء الوطنية في الصين أن أرباح الشركات الصناعية الكبرى عادت إلى النمو خلال شهر أغسطس، في وقت يواصل فيه الرئيس شي جين بينغ الضغط على الشركات للحد من المنافسة السعرية الحادة الناتجة عن فائض الإنتاج.
ارتفاع الأرباح بعد أشهر من التراجع
بحسب الهيئة، فإن أرباح الشركات التي تتجاوز إيراداتها السنوية 20 مليون يوان (2.8 مليون دولار) ارتفعت بنسبة 20.4% في أغسطس مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، بعد أن سجلت تراجعًا طفيفًا بلغ 1.5% في يوليو. هذا الارتفاع انعكس أيضًا على نتائج الفترة الممتدة بين يناير وأغسطس، إذ ارتفعت الأرباح بنسبة 0.9% مقارنة بانخفاض سابق نسبته 1.7% في الأشهر السبعة الأولى من 2024.
ضغوط حكومية على الشركات
الرئيس شي جين بينغ كان قد دعا في مقال نشر بمجلة الحزب الشيوعي "تشيوشي" إلى إنهاء ما وصفه بـ"المنافسة السعرية غير المنضبطة"، معتبرًا أن ضبط الأسواق أمر أساسي لتحقيق ما تسميه الحكومة "السوق الوطنية الموحدة". وتركزت الضغوط بشكل خاص على قطاع السيارات الكهربائية، الذي يشهد "حروب أسعار" شرسة بين الشركات المصنعة.
تحديات داخلية وخارجية
ورغم الانتعاش المؤقت، أشار كبير الإحصائيين يو وينينغ إلى أن الظروف الاقتصادية ما تزال "معقدة وصعبة"، في ظل ضعف الطلب الداخلي واستمرار الضغوط من جانب الرسوم الجمركية الأميركية، التي وصلت وفق تقديرات وكالة "فيتش" إلى 34% في أغسطس. كما حذر المصنعون الذين نقلوا مصانعهم إلى الخارج من أن رسومًا جديدة بنسبة 40% قد تضر بهوامش أرباحهم
عوامل مساعدة للنمو
وأوضحت الهيئة أن جزءًا من ارتفاع الأرباح يعود إلى "تأثير القاعدة المنخفضة" مقارنة بالعام الماضي، إضافة إلى انخفاض التكاليف الحكومية وجهود تعزيز السوق المحلية. ومع ذلك، يبقى التحدي قائمًا مع استمرار أسعار المستهلك في الانزلاق إلى خانة الانكماش وتراجع أسعار المنتجين للعام الثالث على التوالي.


