أعلنت سلطة الابتكار عن اطلاق مناقصة لإنشاء ثلاث حاضنات تكنولوجية جديدة، تهدف إلى دعم صناعة الهايتك في البلاد وتنويعها، إضافة إلى استنبات شركات ناشئة جديدة. وستعمل هذه الحاضنات في مجالات التكنولوجيا العميقة (Deep-Tech) عالية المخاطرة والابتكار، بما في ذلك مجالات الرقائق الإلكترونية، الدمج الحيوي التكنولوجي، وتكنولوجيا الأغذية الزراعية، والروبوتات،وغيرها من المجالات التي تتسم بالتعقيد التكنولوجي العالي، ومستوى المخاطرة الكبير، وهي المجالات التي تعاني من نقص المستثمرين المتخصصين.
سيتم اختيار ثلاث جهات استثمارية لإنشاء الحاضنات، هذه الجهات التي سيتم تأسيسها من قبل شركات متعددة الجنسيات ذات قيمة مضافة، وصناديق رأس المال عالية المخاطرة، ومستثمرين ماليين متخصصين من البلاد والعالم. وستقدم هذه الجهات التي ستُدير الحاضنات دعمًا ماليًا وستوفر إطارًا داعمًا لتأسيس الشركات وفق النموذج المعروف باسم (Venture Creation) – إنشاء مشاريع من الصفر حول تكنولوجيا معينة تحمل فكرة أولية-، أو بناء شراكات وفق نموذج (Venture Building) (أي بناء شركات مع مرافقة عميقة ومستمرة). هذا وسترافق هذه الحاضنات التي سيتم انشاؤها المشاريع من مرحلة الفكرة أو تسويق المعرفة في المؤسسات البحثية وحتى جمع التمويل في الجولة الأولى (Round A)، كما وستسعى الحاضنات الجديدة على ترسيخ صناعات تكنولوجية محددة ومعقدة، والتي تمتلك فيها الدولة إمكانات للريادة العالمية.
هذا ومن المتوقع أن تبقى المناقصة التنافسية مفتوحة لمدة تسعة أشهر تقريبًا، حيث يتوجب على المتقدمين إليها إثبات توفر مصادر تمويل بحجم لا يقل عن 120 مليون شيكل، الذي سيُستخدم للاستثمارات في تشغيل الحاضنة وفي الشركات التي ستعمل ضمن إطارها طوال فترة الامتياز. وسيتم فحص عروض المتقدمين من قبل سلطة الابتكار وفقًا لسلسلة من المعايير، بما في ذلك الخبرة التي يتمتع بها المتقدمين وأصحاب الأسهم، وجودة الفريق المقترح، الشراكات التجارية والاستراتيجية التي أقاموها، وقوة مصادر التمويل، والخطة التجارية الشاملة.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتضمن كل عرض خطة مفصّلة تعكس الخبرة في مجالات معينة، إلى جانب آليات مبتكرة لإيجاد وإنشاء مشاريع جديدة. وسيتم التركيز أيضًا على خطة “توليد الأفكار” (Ideation)، وعملية منظمة لنقل المعرفة من مؤسسات البحث في البلاد وخارجها، وسياسة واضحة للاستثمارات المستقبلية في الشركات الناضجة التابعة للحاضنة، وخطط تساهم في تعزيز بيئة الابتكار في البلاد وترسيخ مكانة الحاضنة كلاعب بحضور دولي. كما سيتطلب الأمر تقديم خطة عمل تضمن استمرارية نشاط الحاضنة، بل وتوسعها حتى بعد انتهاء فترة الامتياز التي تبلغ خمس سنوات.
وستحظى كل حاضنة يتم اختيارها على منحة تصل إلى 40 مليون شيكل (أكثر من عشرة ملايين دولار) لمدة خمس سنوات، ستكون مخصصة لتمويل رسوم الإدارة وإنشاء مختبر مركزي يدعم البحث والتطوير للمنتجات الرائدة. إلى جانب ذلك، ستتمكن كل شركة ناشئة يتم اختيارها للعمل ضمن الحاضنة من الحصول على استثمارات (على شكل مِنحَة) بعشرات الملايين من الشواقل ضمن مسارات سلطة الابتكار، خاصة من صندوق الشركات الناشئة “هزنيك” الجديد الذي يستثمر أكثر من 500 مليون شيكل سنويًا.
إضافة الى ذلك، ستتمكن الشركات التي سيتم اختيارها للعمل ضمن إطار الحاضنات من الحصول على منح حكومية مشارِكة في جولات الاستثمار في مراحل مختلفة من حياة الشركة الناشئة، وذلك وفقًا لمرحلة الاستثمار:
في مرحلة (Ideation): ميزانية تصل إلى 250,000 شيكل بمعدل مشاركة 80%.
في مرحلة ما قبل التأسيس (Pre-Seed): ميزانية تصل إلى 1.5 مليون شيكل بمعدل مشاركة60%.
في مرحلة التأسيس (Seed): منحة تصل إلى 5 ملايين شيكل بمعدل 50%
في مرحلة الجولة الأولى (Round A): منحة تصل إلى 15 مليون شيكل بمعدل30%.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للشركات التي تستوفي شروطًا تفضيلية (مثل رواد الأعمال من المجتمعات ذات التمثيل المنخفض في قطاع الهايتك، أو الشركات العاملة في مناطق التطوير أ، في سديروت، وغيرها) الحصول على منح أعلى.
ما يعني أنه، إلى جانب الاستثمار في تشغيل الحاضنة نفسها، ستتمكن كل شركة ناشئة يتم احتضانها فيها أيضًا من التنافس على منح من صندوق الشركات الناشئة “هزنيك”، لتصل إلى مبلغ تراكمي يصل إلى 21 مليون شيكل لكل شركة. يتم ذلك بفضل مرافقة واستثمار الحاضنة ومساهميها من مرحلة الفكرة أو تسويق المعرفة الأكاديمية وحتى مراحل النمو المبكرة، مع مشاركة الدولة في المخاطرة أيضًا.