رغم أنها من أكثر الدول تطورًا في آسيا، ما زال زوار كوريا الجنوبية يواجهون صعوبة في استخدام Google Maps، الذي لا يوفر إرشادات تنقّل دقيقة في البلاد. وبدلًا من ذلك، يضطر السياح للاعتماد على تطبيقات محلية مثل Naver Map وKakao Map، رغم محدودية واجهاتها باللغات الأجنبية.
جذور الخلاف
المشكلة تعود إلى رفض السلطات الكورية السماح لـ Google بالحصول على بيانات الخرائط التفصيلية (مقياس 1:5000)، بدعوى مخاوف أمنية مرتبطة بكشف مواقع عسكرية حساسة. منذ عام 2008، ساد توتر بين الطرفين على خلفية خلافات حول تسميات مواقع مرتبطة بالنزاع التاريخي مع اليابان، وتكرر رفض الطلبات الأميركية لتصدير البيانات.
الأبعاد الاقتصادية والسيادية
خبراء يشيرون إلى أن المسألة لا تقتصر على الأمن القومي فقط، بل ترتبط بمفهوم "السيادة الرقمية" وحماية الشركات المحلية مثل Naver وKakao من هيمنة Google. استطلاع شمل شركات خرائط محلية أظهر أن 90% منها يعارض السماح للشركة الأميركية باستخدام البيانات، مخافة تراجع المبيعات وفقدان الوظائف.
السياحة والتحديات اليومية
السياح الأجانب يشتكون من صعوبة التنقل، خاصة أن واجهات التطبيقات الكورية مترجمة بشكل محدود. وتقول سائحة تايوانية إنها كثيرًا ما تضطر لاستخدام أكثر من تطبيق للوصول إلى الوجهة الصحيحة، ما يحد من رغبتها في استكشاف أماكن جديدة.
ما ينتظر في أكتوبر
من المتوقع أن تحسم لجنة حكومية مشتركة في سيول مطلع أكتوبر طلب Google الجديد، وسط توقعات برفضه مجددًا إلا إذا قدمت الشركة تنازلات كبيرة. في المقابل، يرى مراقبون أن كوريا قد توافق ضمن صفقة أوسع مع واشنطن في سياق التوترات التجارية المستمرة.