ذكرت القناة 12 الإسرائيلية، نقلاً عن مصدر أمني، أنّ العملية البرية في قطاع غزة باتت وشيكة، مشيرة إلى أن إسرائيل "تترك المجال مفتوحًا لأي قرار قد يفضي إلى إطلاق سراح الرهائن".
وفي السياق، قال وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عبر منصة "إكس"، إن "سوف تُواصل عملية إعصار تضرب غزة، وتم هدم برج الإرهاب برج النور، وعلى سكان غزة التوجه جنوبًا. نواصل استهداف بنى المراقبة والبنية التحتية لحماس، لتمهيد الطريق أمام القوات المناورة – حتى إخضاع الحركة وإطلاق سراح جميع الأسرى".
الوضع الميداني في غزة
تواصلت حركة النزوح من مدينة غزة مع تكثيف الغارات الإسرائيلية، حيث قدّر الجيش الإسرائيلي عدد النازحين، يوم السبت، بأكثر من 250 ألف شخص، في ظل صعوبة إيجاد أماكن آمنة أو متاحة للجوء. وكتب المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي أنّ "أكثر من ربع مليون من سكان مدينة غزة غادروها حفاظًا على سلامتهم".
وبحسب الأمم المتحدة، كان نحو مليون شخص يعيشون في مدينة غزة ومحيطها قبل بدء الهجمات المكثفة والسياسة الممنهجة لتدمير الأبراج السكنية منذ أسبوع. المنظمة الدولية وأطراف في المجتمع الدولي حذرت من أن الهجوم المرتقب وعمليات النزوح ستفاقم الأزمة الإنسانية القائمة أصلًا.
في المقابل، أكّد الدفاع المدني في غزة أنّ عدد النازحين إلى الجنوب لا يتجاوز 68 ألفًا فقط، موضحًا أنّ أعدادًا كبيرة من المواطنين لا تزال متمسكة بالبقاء، فيما لا يجد آخرون مكانًا للإقامة في الجنوب.
نفي المزاعم الإسرائيلية وشهادات ميدانية
قال الناطق باسم الدفاع المدني الفلسطيني، محمود بصل، إن "مزاعم الاحتلال حول نزوح ربع مليون مواطن كاذبة". وأوضح مدير مستشفى الشفاء في غزة، محمد أبو سلمية، أن حركة النزوح تقتصر على انتقال داخلي من الشرق إلى الغرب، مشيرًا إلى أن "الذين تمكنوا من الوصول إلى الجنوب غالبًا لا يجدون مكانًا للإقامة، فالمواصي ممتلئة ودير البلح مزدحمة، ما دفع كثيرين للعودة إلى غزة".
وأضاف أبو سلمية: "بعد قصف المدارس والبيوت والأبراج والخيام، يعود المواطنون لنصب خيام جديدة في نفس المناطق، فالكثير منهم متمسكون بالبقاء في مدينة غزة رغم الوضع الكارثي".
المنشورات الإسرائيلية والغارات المستمرة
ألقى الجيش الإسرائيلي، السبت، منشورات على سكان الأحياء الغربية لمدينة غزة دعاهم فيها للمغادرة، مؤكّدًا أنه "مصمّم على حسم المعركة مع حماس في كل مكان، بما في ذلك غزة نفسها". وأضاف البيان: "شارع الرشيد مفتوح ويمكن الإخلاء عبره إلى المنطقة الإنسانية في المواصي جنوبًا… من أجل سلامتكم غادروا فورًا". لكن تقارير محلية أفادت أن منطقة المواصي نفسها تتعرض لقصف مدفعي كثيف ومتكرر، ولم يعد فيها متسع لنصب خيام إضافية.
تدمير الأبراج وتصعيد الضربات
خلال الأيام الأخيرة، دمرت القوات الإسرائيلية عددًا من الأبراج السكنية في مدينة غزة، مؤكدة عزمها "تكثيف وتيرة الضربات الدقيقة ضد البنية التحتية لحماس" في محاولة لتقليل التهديد الذي تمثله قواتها، بالتوازي مع التحضير لعملية برية واسعة.
