"علماء يكتشفون مدينة ضخمة تحت أهرامات الجيزة" – عنوان مثير اجتاح منصّات التواصل والمواقع الإخبارية خلال الأيام الاخيرة.
الخبر الذي تصدّر منصّات تويتر وإنستغرام وتيك توك، جاء استنادًا إلى تقرير نشرته صحيفةDaily Mail البريطانية، يفيد بانّ مجموعة من الباحثين استخدموا تقنية تصوير تُعرف باسم رادار اختراق الأرض (Ground Penetrating Radar – GPR) وكشفوا عن شبكة من الفراغات الضخمة والممرّات تحت هضبة الجيزة، يُعتقد أنها قد تكون بقايا بنية معمارية او حتى "مدينة كاملة مدفونة تحت الرمال".
ورغم أن القصة لاقت تغطية واسعة في عدد من الصحف الدولية، إلا أن أصلها يعود الى تصريحات من باحثين مستقلين غير مرتبطين بمؤسسات أثرية رسمية، أبرزهم الباحث الأسترالي Matthew Sibson، الذي يدير قناة يوتيوب باسم Ancient Architects؛ وقد عرض الأخير تصريحاته مستندًا إلى أطروحات الباحثة الكندية Carmen Boulter، وهي أكاديمية معروفة بطرح نظريات غير تقليدية حول الحضارة المصرية وغالبًا ما تُصنّف أفكارها خارج التيار العلمي الرسمي.
حتى موقع "Snopes" الشهير، المتخصّص في تقصي الحقائق وتفنيد الشائعات، تناول الخبر واعتبره ادعاءً مبالغًا فيه، موضحًا انّ هذه النظرية تعود للظهور من حين لآخر بصيغ مختلفة، وغالبًا ما تستند إلى تفسيرات غير دقيقة أو مصادر غير علمية. كما أشار إلى أن بعض مقاطع الفيديو المنتشرة قد تكون مضلّلة أو تروّج لفرضيات غير مثبتة، مستغلّة الجاذبية الغامضة التي تحيط بالأهرامات.
فهل نكون فعلًا أمام كشف أثري سيُعيد كتابة التاريخ؟ أم أن الرغبة في اكتشاف "السرّ الكبير" أقوى من الحقيقة العلميّة؟