في خضمّ تصاعد الخطاب التحريضي ضد العرب في إسرائيل، برزت في الأيام الأخيرة مواقف مثيرة للجدل أطلقها سياسيون وناشطون يمينيون، استهدفت الأطباء العرب العاملين في المستشفيات الإسرائيلية، متهمينهم بالاستفادة من "تفضيل مصحح" في القبول الجامعي على حساب اليهود الذين يُرسلون للخدمة العسكرية.
من بين هذه التصريحات، ما ورد عن عضو الكنيست عن حزب الليكود موشيه سعدة، الذي أثار موجة ردود فعل واسعة، لا سيّما من قبل الأوساط الطبية العربية والنواب العرب في الكنيست.
لقاء د.نعيم أبو فريحة
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
04:27
تحديات حقيقية
وفي مقابلة مع "راديو الناس"، قال د. نعيم أبو فريحة، رئيس رابطة الأطباء العرب في النقب:"للأسف، نحن نواجه تحريضًا متكررًا، يتصاعد في فترات معينة. هذا النوع من الخطاب يستهدف الطواقم الطبية العربية التي تشكل جزءًا أساسيًا من الجهاز الصحي في البلاد".
وأضاف: "رغم التحريض، نحظى بتقدير من معظم المرضى والمجتمع الطبي، لكن هناك تحديات حقيقية، منها صعوبة إيجاد تخصص للأطباء العرب الذين تخرّجوا من الخارج، ناهيك عن المعيقات البيروقراطية التي نعمل على حلّها مع وزارة الصحة".
لقاء النائب أحمد الطيبي
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
10:51
تميز واجتهاد للطلاب والأطباء العرب
بدوره، قال النائب د. أحمد الطيبي، رئيس كتلة "الجبهة والعربية للتغيير":"ما قاله موشيه سعدة هو كذب صريح. الأرقام الرسمية تؤكد أن 12٪ فقط من طلاب الطب في البلاد هم من العرب، رغم أن نسبتهم السكانية تفوق 20٪. الغالبية الساحقة من الأطباء العرب تخرّجوا من جامعات خارج البلاد، على نفقة أهاليهم، وليس بفضل أي امتيازات".
وأوضح الطيبي أن "45٪ من الناجحين في امتحان مزاولة المهنة الأخير كانوا من العرب، ما يدل على تميزهم واجتهادهم. هؤلاء لا يحصلون على وظائف بسهولة، وهناك تمييز واضح في فرص التخصص مقارنة بالأطباء اليهود".
كما أشار إلى أن هناك حملة ممنهجة ضد الجامعات الفلسطينية أيضًا، وتابع: "نسبة النجاح في امتحان المزاولة بين خريجي جامعتي القدس والنجاح هي من الأعلى في البلاد، وهذا باعتراف وزارة الصحة ومجلس التعليم العالي".
وحول ربط القبول الجامعي بالخدمة العسكرية، قال الطيبي: "لا توجد دولة في العالم تشترط الخدمة العسكرية للالتحاق بالجامعة. هذا المطلب عنصري ومرفوض، ويستهدف 20٪ من السكان في الدولة، أي المواطنين العرب".
وختم الطيبي حديثه بالتشديد على أهمية كشف الأكاذيب فورًا ومواصلة الضغط من أجل حماية الطلاب العرب في التعليم العالي، والأطباء في جهاز الصحة، مؤكدًا أن وزارة الصحة لا تتبنى مواقف سعادة، وأن التنسيق معها مستمر لضمان الإنصاف في الفرص والتعامل المهني مع كافة الكوادر الطبية.