الجيش الإسرائيلي يتنصّل من مسؤولية الجنود المنتحرين بعد عودتهم من الخدمة

فسرشتاين خدم في وحدة الإخلاء الطبي التابعة للواء، وشارك في نقل جرحى وقتلى خلال الحرب، حيث أمضى أكثر من 300 يوم في الخدمة الاحتياطية منذ اندلاع الحرب، وكان قد أنهى آخر جولة له في نهاية أيار/مايو 2025 

1 عرض المعرض
الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة
الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة
الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة
(فلاش 90)
أقدم الجندي في قوات الاحتياط رؤي فسرشتاين (24 عامًا) من مدينة نتانيا، على على وضع حد لحياته يوم أمس، بعد معاناة طويلة مع صدمات نفسية شديدة تعرّض لها خلال خدمته في الحرب ضمن لواء المدرعات 401، وذلك بحسب ما نشرته إذاعة الجيش الإسرائيلي، وبموافقة العائلة.
فسرشتاين خدم في وحدة الإخلاء الطبي التابعة للواء، وشارك في نقل جرحى وقتلى خلال الحرب، حيث أمضى أكثر من 300 يوم في الخدمة الاحتياطية منذ اندلاع الحرب، وكان قد أنهى آخر جولة له في نهاية أيار/مايو 2025.
وفقًا لما نُقل عن محيطه القريب، فقد عبّر رؤي في الأشهر الأخيرة عن معاناته من مشاهد صادمة وظروف نفسية قاسية نتيجة لما واجهه خلال خدمته، حتى اتخذ القرار المأساوي بوضع حد لحياته.
الجيش: لا اعتراف ولا تواصل رغم ظروف الحادثة وخدمة رؤي الطويلة، رفض الجيش الإسرائيلي الاعتراف به كأحد قتلاه، بحجة أنه لم يكن في خدمة احتياط نشطة لحظة الانتحار. العائلة لم تتلقَّ أي اتصال رسمي من الجيش، بل وصلها خبر عدم الاعتراف بابنها عبر جهات وسيطة مثل منظمة "يد لبنين" و"شركة كديشا"، حيث أُبلغت أن الجنازة ستكون مدنية، لا عسكرية.
وعند التوجه إلى المتحدث باسم الجيش للتوضيح، جاء الرد:"كل من لم يكن في خدمة احتياط فعّالة لحظة انتحاره، لا يُعترف به كقتيل جيش الدفاع الإسرائيلي، ولا نية لتغيير هذا التعريف".
نحو 50 حالة انتحار منذ بداية الحرب يُذكر أن ما يقارب 50 جنديًا أنهوا حياتهم منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر 2023، في ظل غياب بنية واضحة لمعالجة الصدمات النفسية لدى الجنود والجنود الاحتياطيين. قضية رؤي فسرشتاين أعادت الجدل إلى الواجهة حول المسؤولية المعنوية للجيش تجاه مقاتليه بعد الخدمة، وسط مطالب متزايدة بإعادة تعريف مفهوم تعريفه ليشمل من سقطوا نتيجة تبعات المعركة النفسية، لا فقط في ميدان القتال. ارتفاع عدد الجنود الإسرائيليين المنتحرين منذ بداية يوليو إلى 7 في سياق متصل، أفادت تقارير إسرائيلية بأن عدد حالات الانتحار في صفوف الجنود الإسرائيليين منذ بداية شهر تموز/يوليو الجاري ارتفع إلى 7 حالات، ما يسلّط الضوء مجددًا على تفاقم أزمة الصحة النفسية داخل المؤسسة العسكرية، وخاصة في صفوف الجنود العائدين من الخدمة في مناطق القتال أو أولئك الذين واجهوا تجارب ميدانية قاسية. وتأتي هذه المعطيات في وقت تتصاعد فيه الانتقادات ضد الجيش الإسرائيلي بسبب عدم الاعتراف بالجنود المنتحرين كضحايا حرب، ما يعني حرمان عائلاتهم من الحقوق والامتيازات التي تُمنح لعائلات القتلى خلال الحروبات.