شهدت جلسة الكابنيت الأمني-السياسي الإسرائيلي، التي استمرت نحو عشر ساعات حتى فجر الجمعة، انقسامًا حادًا بين القيادة السياسية والعسكرية بشأن خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال مدينة غزة. وبحسب ما نقلته وسائل إعلام عبرية، أعرب جميع قادة الأجهزة الأمنية، بمن فيهم رئيس الأركان إيال زمير، ورئيس الموساد دادي برنياع، والقائم بأعمال رئيس الشاباك، عن تحفظات بدرجات متفاوتة على الخطة، معتبرين أن هناك "خيارات عملياتية أكثر ملاءمة".
معارضة من داخل الدائرة المقربة لنتنياهو
رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، المعروف بقربه من نتنياهو، انضم إلى موقف رئيس الأركان، محذرًا من أن السيطرة على غزة "تعرض حياة المختطفين للخطر"، ورافضًا مبدأ "الكل أو لا شيء" في مفاوضات الإفراج عنهم. وقال هنغبي: "أنا لا أفهم كيف يمكن لمن شاهد مقاطع المختطفين أن يدعم هذا الطرح"، مضيفًا أن هذه السياسة تعني "التخلي عن فرصة إنقاذ ما لا يقل عن عشرة مختطفين فورًا، لأن حماس لن ترضخ لهذا الإملاء".
انتقادات دولية واسعة
ورغم التحذيرات العسكرية، صوّت الكابنيت لصالح تنفيذ العملية، التي تتضمن تطويق غزة ثم التوغل والسيطرة عليها بشكل كامل. القرار قوبل بانتقادات دولية حادة؛ إذ أعلنت ألمانيا وقف إمدادات السلاح القابلة للاستخدام في الحرب، فيما قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس إن القرار "يصعّب تحقيق أهداف تحرير المختطفين ونزع سلاح حماس"، معلنًا فرض حظر سلاح على إسرائيل.
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وصف الخطوة بأنها "خاطئة"، ودعا إسرائيل إلى "إعادة النظر فيها فورًا"، محذرًا من أن "هذه العملية لن تساهم في إنهاء الحرب أو ضمان إطلاق سراح المختطفين، بل ستؤدي إلى مزيد من إراقة الدماء". كما دعت لندن إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن مساء السبت.
خطة تدريجية وتحذيرات ميدانية
الخطة التي أقرها الكابنيت تبدأ بتطويق المدينة وإنشاء مناطق إنسانية، قبل دخول القوات الإسرائيلية إليها. ويتوقع أن يستغرق تنفيذ المرحلة الأولى عدة أشهر، مع احتمال تجنيد نحو 250 ألف جندي احتياط. مصادر عسكرية حذرت من أن العملية "قد تتحول إلى مغامرة غير محسوبة"، وأكد مصدر أمني: "لن ننفذ أي أمر يرفع فوقه علم أسود".