فُتحت صناديق الاقتراع اليوم (الثلاثاء) في عدد من الولايات الأميركية ضمن ما يُعرف بانتخابات "العام غير الرئاسي"، التي تحمل مؤشرات مهمة على توجهات الناخبين قبل انتخابات منتصف الولاية المقبلة عام 2026.
وتشهد نيويورك انتخابات لاختيار عمدة جديد، بينما يصوّت الناخبون في ولايتي فيرجينيا ونيوجيرسي في سباقين على منصب الحاكم، كما ينظر سكان كاليفورنيا في استفتاء لإعادة ترسيم الدوائر الانتخابية الخاصة بمقاعد الولاية في مجلس النواب الأميركي.
سباق عمدة نيويورك
تتجه الأنظار إلى نيويورك حيث يحاول النائب الشاب ذو التوجهات التقدمية زهران ممداني (34 عامًا) تحقيق مفاجأة سياسية والفوز بمنصب عمدة المدينة، ليصبح أول مسلم يتولى هذا المنصب في تاريخها.
ممداني، وهو اشتراكي ديمقراطي، كان قد أطاح بحاكم الولاية السابق أندرو كومو في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي هذا الصيف، قبل أن يواصل كومو حملته كمستقل. أما الجمهوري كيرتس سليوا فرفض الانسحاب من السباق.
ويركز ممداني في حملته على قضايا المعيشة مثل الإيجارات وأسعار المواد الغذائية والأجور، فيما يهاجمه خصومه على قضايا الأمن والخبرة السياسية. وتظهر استطلاعات الرأي تقدّمه بفارق ضئيل على كومو الذي يحاول استمالة الناخبين بالحديث عن الأمن والاستقرار.
إعادة ترسيم الدوائر في كاليفورنيا
يصوّت سكان كاليفورنيا على "المقترح 50" الذي يتيح إعادة ترسيم الدوائر الانتخابية في منتصف العقد، في خطوة غير مألوفة، وذلك رداً على محاولات ولايات جمهورية مثل تكساس وميسوري تعديل خرائطها لصالح الحزب الجمهوري قبل انتخابات 2026.
المبادرة التي يدعمها حاكم الولاية الديمقراطي غافين نيوسوم تموَّل بحملة ضخمة تجاوزت 158 مليون دولار، فيما أظهر استطلاع جامعة كاليفورنيا – بيركلي أن 60% من الناخبين يؤيدون المقترح، مقابل 38% يعارضونه، مع انقسام حزبي حاد بين الديمقراطيين والجمهوريين.
سباق الحاكم في نيوجيرسي
تشهد الولاية معركة متقاربة بين الديمقراطية ميكي شيريل والجمهوري جاك شيتاريللي.
وتلقى شيريل، النائبة في الكونغرس، دعم شخصيات بارزة كالرئيس السابق باراك أوباما، بينما يحظى منافسها بدعم مباشر من الرئيس دونالد ترامب وناشطين محافظين. ويُنظر إلى نتيجة هذا السباق كمؤشر على المزاج السياسي العام في البلاد.
سباق الحاكم في فيرجينيا
يتنافس في فيرجينيا الديمقراطية أبيغيل سبانبرغر والجمهورية وينسوم إيرل-سيرز، وستكون الفائزة أول امرأة تتولى منصب الحاكم في تاريخ الولاية. وإذا فازت سيرز، فستصبح أول امرأة سوداء تتولى حكم ولاية في تاريخ الولايات المتحدة.
وتركز سبانبرغر على الآثار الاقتصادية لسياسات تخفيض الإنفاق الفدرالي، فيما تستغل سيرز قضايا الهوية والثقافة لكسب الناخبين المحافظين.
ظلّ ترامب
على الرغم من أنه ليس ضمن المرشحين، إلا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يبقى الحاضر الأكبر في هذه الانتخابات. فقد لوّح بوقف التمويل الفدرالي عن نيويورك إذا فاز ممداني، قائلاً في مقابلة تلفزيونية: "لن يكون من السهل عليّ إرسال الأموال إلى مدينة يديرها شيوعي"، في إشارة إلى ممداني الذي رفض الوصف واعتبره حملة تخويف سياسي.
وقال ترامب إن اليهود من سكان نيويورك الذين يعتزمون التصويت للمرشح الديمقراطي لمنصب عمدة المدينة، زهران ممداني، هم "أشخاص أغبياء". واصفا إياه بـ "الكاره لليهود المُثبت والمُعترف به بنفسه".
كما دعم ترامب إعادة ترسيم الدوائر في كاليفورنيا، وشارك افتراضياً في حملة المرشح الجمهوري في نيوجيرسي.