كرّرت فرقة الراب الإيرلندية الشمالية "نيكاب" مواقفها المنتقدة للحرب الإسرائيلية في غزة، خلال مشاركتها مساء الأحد في مهرجان "روك آن سين" بمدينة سان كلو قرب باريس، وسط جدل واسع واعتراضات منظمات يهودية فرنسية ومسؤولين حكوميين.
وشهد الحفل حضور آلاف المتفرجين، حيث ردد أعضاء الفرقة الثلاثة في بدايته هتافات "فلسطين حرة" أمام جمهور متحمّس رفع الكوفيات الفلسطينية والأعلام الإيرلندية. وعلى خلفية المسرح، ظهرت عبارة بالفرنسية تقول: "الحكومة الفرنسية متواطئة"، في اتهام لها بتسهيل بيع الأسلحة لإسرائيل.
وأثار العرض اعتراضات في القاعة بعدما أطلق بعض الحاضرين صيحات استهجان، قبل أن يتدخل الأمن لإخراجهم. وفي سابقة من نوعها، قررت السلطات الفرنسية وقف دعمها المالي للمهرجان احتجاجا على مشاركة الفرقة.
من جهته، شدّد وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو قبيل الحفل على ضرورة مراقبة أي تصريحات يمكن أن تتضمن "معاداة للسامية أو تمجيدا للإرهاب أو دعوة إلى الكراهية". أما مدير المهرجان ماتيو دوكوس، فدافع عن مشاركة الفرقة مؤكدا أنها ستلتزم بالضوابط، معتبرا أنّ شهرتها تضاعفت مؤخرا "لأسباب فنية، ولكن أيضا بفعل الجدل المحيط بها".
وتخضع الفرقة لانتقادات حادة منذ أشهر، خصوصا بعد مثول مغنيها ليام أوهانا المعروف باسم "مو شارا" أمام محكمة في لندن بتهمة دعم منظمة محظورة، إثر رفعه علم حزب الله خلال حفل موسيقي عام 2024. وقد أرجأت المحكمة جلسة النطق بالحكم إلى 26 سبتمبر المقبل.
ومنعت السلطات المجرية الفرقة مؤخرا من المشاركة في مهرجان ببودابست بدعوى "معاداة السامية"، بينما تواصلت حفلاتها في بريطانيا وفرنسا وجذبت جماهير واسعة، في ظل انقسام واضح بين مؤيدين يرونها صوتا جريئا داعما للفلسطينيين، ومعارضين يعتبرونها "خطيرة ومتطرفة".
ويعود اسم "نيكاب"، التي تأسست عام 2017، إلى أسلوب العقاب المعروف بـ"إطلاق النار على الركبة" الذي استخدمته ميليشيات إيرلندا الشمالية في فترة النزاع هناك.