حقن أوزيمبيك وويغوفي ومونجارو، التي صُممت أساساً لعلاج السكري من النوع الثاني والسمنة، لم تعد تُستخدم فقط لهذا الغرض؛ إذ أظهرت دراسات حديثة أنّ لها فوائد صحية واسعة قد تشمل القلب والكلى والكبد وحتى بعض الأمراض العصبية، ما دفع خبراء إلى وصفها بأنها قد تكون «جوهرة الطب الحديث»، وفق تقرير نشرته شبكة «فوكس نيوز» الأميركية.
الدكتورة أنجيلا فيتش، رئيسة طبية لشركة رعاية صحية متخصصة بإنقاص الوزن، أكدت أنّ هذه الأدوية، المعروفة باسم منشطات مستقبلات GLP-1، أثبتت فعاليتها في علاج السمنة والسكري، والوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الكبد الدهني والكلى، إضافة إلى انقطاع النفس النومي. كما لفتت إلى نتائج أولية واعدة في علاج الإدمان وبعض الأمراض العصبية مثل ألزهايمر، إلى جانب دورها في خفض ضغط الدم والكولسترول وتحسين جودة حياة المرضى.
في المقابل، حذّر خبراء من الآثار الجانبية المحتملة، أبرزها اضطرابات الجهاز الهضمي مثل الغثيان والقيء والإسهال أو الإمساك، خصوصاً عند بدء العلاج. كما أُشير إلى مخاطر نادرة تشمل التهاب البنكرياس وأمراض الكلى، إضافة إلى دراسات ربطت بين بعض هذه الحقن وزيادة احتمالية الإصابة بالتنكس البقعي المرتبط بالعمر أو الأفكار الانتحارية لدى بعض المرضى.
ليست كل أدوية GLP-1 متساوية الفعالية؛ فأدوية سيماغلوتيد (مثل أوزيمبيك وويغوفي) تُظهر نتائج قوية في فقدان الوزن والتحكم بالسكر، إلى جانب فوائد قلبية مثبتة، فيما أظهرت أدوية تيرزيباتيد (مثل مونجارو) فقداناً أكبر للوزن وفاعلية في علاج انقطاع النفس النومي، مع تجارب سريرية جارية لمجالات أخرى.
مع ذلك، شددت فيتش على أنّ هذه الأدوية ليست «حلاً سحرياً»، وأنّ فعاليتها تعتمد على اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، والنوم المنتظم، وتغيير العادات السلوكية. كما أوصت باستخدامها لفترات طويلة في حالات السمنة والسكري، ولكن دائماً تحت إشراف طبي مباشر.