بعد رفع العقوبات عن إيران: حذر وترقّب إقليمي مع تصاعد المخاوف من عودة الحرب

بينما تشير تقديرات إلى أن العمليات الإسرائيلية عطّلت البرنامج النووي وأبطأت طريقه إلى سلاح نووي، conjugate تبقى مخاوف من إمكانية وصول طهران إلى عتبة القنبلة خلال إطار زمني قد يُقدر بسنوات أو حتى أقلّ في أسوأ السيناريوهات

1 عرض المعرض
ترامب نتنياهو وخامنئي
ترامب نتنياهو وخامنئي
ترامب نتنياهو وخامنئي
(فلاش 90)
عقب تفعيل مجلس الأمن الدولي لآلية «السناب-باك» العائدة إلى اتفاق 2015، تشهد المنطقة توتّراً متزايداً وارتفاعاً في حالة التأهب الإسرائيلية. مخاوف من تصعيد إيراني أو «مَيْس-كَلْكوليشن» ترافق تقييمات استخبارية تفيد ببقاء قدرات صاروخية ومواد نووية لدى طهران رغم الضرر الذي لحق ببعض المنشآت.
في نهاية الأسبوع الماضي قرر مجلس الأمن تفعيل آلية «السناب-باك» التي تتيح إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران بسرعة ودون موافقة متجددة للمجلس، بعد نقاش دولي وتراجع اقتراحات التأجيل التي طرحتها موسكو وبكين. القرار جاء في ظل تقييمات إسرائيلية ترى أن قرار العقوبات قد يؤدي إلى تفاقم «العصبية» داخل النظام الإيراني وربما يدفعه إلى ردود فعل خطيرة، بينما تستمر تل أبيب في رفع مستوى الجهوزية.
ما الذي تقضيه العقوبات؟ وفق قرار إعادة العقوبات، يعود حظر تصدير الأسلحة إلى إيران ويُحظر تخصيب اليورانيوم ومعالجة الوقود النووي، كما تُمنع أنشطة مرتبطة بالصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية، ويُحظر نقل تكنولوجيا الصواريخ وفرض تجميد أصول طهران ومنع دخول شخصيات وشركات إيرانية إلى دول محددة. كما أُعطي لعدد من الدول الحق بتفتيش طائرات وسفن إيرانية للبحث عن بضائع محظورة.
موقف إسرائيلي وتقييمات الميدان مصادر أمنية وسياسية إسرائيلية تصف الحالة في طهران بأنها «هشة» لكن غير مدمرة: على المستوى الشعبي والقيادي تكبد النظام جراء الضربات، ووقعت نزوحا واسعا لسكان في مناطق تأثرت، غير أن السلطة لا تزال قائمة ولا يوجد بديل جليّ. كما قال أحد كبار المسؤولين: «لا يجب أن نغتر — إيران لا تزال قوة». وأضاف مصدر آخر: «هناك فرصة لاندلاع صراع إضافي — ليس علينا أن نخاف، لكن لا يجب أن نكن متهورين؛ يجب أن نأخذهم بجدية لأن لديهم ما يكفي من صواريخ والملف النووي لم يُدمّر نهائياً».
وبينما تشير تقديرات إلى أن العمليات الإسرائيلية عطّلت البرنامج النووي وأبطأت طريقه إلى سلاح نووي، conjugate تبقى مخاوف من إمكانية وصول طهران إلى عتبة القنبلة خلال إطار زمني قد يُقدر بسنوات أو حتى أقلّ في أسوأ السيناريوهات، بحسب ما نقلت أجهزة التقدير الإسرائيلية: «قد يتمكنوا من التفجّر نحو قنبلة خلال سنة» — مع التأكيد أن الاستخبارات جيدة لكن ليست معصومة عن الخطأ.
تطورات في قدرات الصواريخ وإمكانية السعي للردّ خلال الأسبوع الأخير تردّدت تقارير عن قيام إيران بتجربة صاروخ باليستي بين-قاري ومحاولات لإعادة بناء منظومات صاروخية تضرّرت، وقد ذُكرت تقارير عن مساعدات مفترضة من جهات خارجية بينها الصين في جهود الإعمار. لكن خبراء يشددون على أن إيران لا تزال تفتقد مكوّنات حاسمة لإنتاج وقود صاروخي صلب متقدّم، وأن بعض المصانع التي تعرّضت للضرب لم تُستعدّ بالكامل. طهران تصدر رواية تفيد بأن إعادة بناء منظومات الصواريخ «مشروعة» ولا علاقة لها ببرنامجها النووي، وتعارض أن تُخضع هذه الأنشطة لقيود إضافية دولية.
الدروس المستفادة والردود الإسرائيلية تُظهر مراجعات إسرائيلية أن المواجهة الحالية أدت إلى تعزيز ثلاثة نتائج رئيسية بحسب تقييمات الجيش والاستخبارات: أولاً، أعادت القضية الإيرانية إلى مركز الاهتمام الدبلوماسي الدولي ودفعّت باتجاه تفعيل آليات ضغط. ثانياً، أعاقت مؤقتاً التقدم العملي في البرنامج النووي الإيراني. ثالثاً، عززت قدرة إسرائيل على الرد والردع واستعادة الثقة بقدرتها على تنفيذ عمليات دقيقة ومؤثرة.
في المقابل، ترى القيادة العسكرية أن التهديد الصاروخي ما يزال وجودياً وتتطلب استثماراً أكبر في أنظمة دفاعية متعددة الطبقات (منظومات صواريخ اعتراضية، أنظمة ليزر، بالإضافة إلى تكثيف الجهود الاستخبارية والدبلوماسية للحد من قدرات إيران على إعادة التسلّح السريع.
أفق الدبلوماسية والسيناريوهات المحتملة إمكانات التصعيد تبقى حاضرة: من المواجهات المحدودة والردود الموجّهة، إلى مخاطر تصعيد إقليمي إذا ما تبنّت طهران أو مجموعات تابعة لها خطوات انتقامية. التحدّي الأساسي الآن يتمثل في إدارة الخطر من «حساب خاطئ» أو خطأ تقديري قد يؤدي إلى مواجهة أوسع. لذلك يجري في الخلفية تفعيل جهد دبلوماسي ــ خصوصاً عبر واشنطن وشركائها ــ للضغط على الدول المحتمل مشاركتها بالمساعدة التقنية أو العسكرية لطهران، وفي طليعتها جهود لاحتواء أي دعم خارجي يبقي برنامج الصواريخ والنووي الإيراني ضمن مسار تسليحي. مع عودة قيود «السناب-باك» إلى جدول الأعمال الدولي، يمرّ الملف الإيراني بمرحلة حساسة تخلخلها توترات عسكرية ودبلوماسية متداخلة. إسرائيل رفعّت درجة التأهب مستفيدة من نفَس دولي معتدل ضد طهران، لكنها تحذر من أن الضربة لم تنه البرنامج كلياً، ومن ثمّ تبقى الدعوة لسياسة مزدوجة: تكثيف الضغط والدبلوماسية مع استمرار جهوزية دفاعية وعسكرية عالية لتفادي أو احتواء أي تصعيد غير مقصود.