يوم عرفة: أكثر من مليون ونصف مليون حاج يقفون على جبل الرحمة وسط دعوات وخشوع

ويأتي موسم الحج هذا العام في ظل تطبيق اشتراطات صحية وإدارية مشددة، من بينها الحصول على تصريح رسمي، وتقديم ما يثبت القدرة الجسدية والصحية على أداء المناسك. كما فرضت المملكة قيودًا على أعداد الحجاج وفق معايير تنظيمية لضمان سلامة الجميع. 

راديو الناس|
1 عرض المعرض
الكعبة المشرّفة الواقعة في مكة المكرمة
الكعبة المشرّفة الواقعة في مكة المكرمة
الكعبة المشرّفة الواقعة في مكة المكرمة
(الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين)
وقف أكثر من مليون ونصف حاج اليوم، الخميس، الموافق التاسع من ذي الحجة 1446هـ، على صعيد عرفات لأداء الركن الأعظم من مناسك الحج، في مشهد إيماني مهيب طغت عليه الروحانية والخشوع والدعاء، رغم الارتفاع الشديد في درجات الحرارة التي قاربت 45 درجة مئوية. بدأ الحجاج بالتوافد إلى جبل عرفات، الذي يبعد نحو 23 كيلومترًا عن الحرم المكي، منذ ساعات الفجر الأولى، حيث حرص البعض على الوصول باكرًا للاستفادة من برودة نسبية في الأجواء قبل اشتداد الحر، حاملين مظلاتهم الملوّنة للوقاية من الشمس.
دعوات وإجراءات تنظيمية مشددة على امتداد الساعات، ترددت الأدعية والأذكار من أفواه الحجاج، الذين وفدوا من مختلف أنحاء العالم، ومن كل الأعراق واللغات، لتتجلّى في عرفات صورة حية لوحدة المسلمين. وقف الحجاج على جبل الرحمة وامتدت صفوفهم في ساحة المشعر الطاهرة، سائلين المغفرة والرحمة والقبول. ورفعت السلطات السعودية مستوى التأهب لمواجهة درجات الحرارة المرتفعة، إذ وفّرت أعمدة رش رذاذ المياه في أنحاء المشعر، إضافة إلى توجيهات صارمة بضرورة التزام الخيام المكيّفة خلال ساعات الظهيرة، حمايةً للحجاج من الإجهاد الحراري وضربات الشمس.
شروط صحية وتنظيم محكم ويأتي موسم الحج هذا العام في ظل تطبيق اشتراطات صحية وإدارية مشددة، من بينها الحصول على تصريح رسمي، وتقديم ما يثبت القدرة الجسدية والصحية على أداء المناسك. كما فرضت المملكة قيودًا على أعداد الحجاج وفق معايير تنظيمية لضمان سلامة الجميع. ورصدت عدسات الصحفيين لقطات تعبّر عن التنوع الثقافي، من بينها صورة لامرأة تقف على جبل الرحمة بملامح أفريقية ووشوم تقليدية تعبّر عن ثقافتها، في مشهد يجسّد عالمية هذه الشعيرة الإسلامية.
بعد عرفة: النفرة إلى مزدلفة ومع غروب شمس هذا اليوم، يبدأ الحجاج النفرة إلى مزدلفة، لجمع الحصى وأداء صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير، قبل التوجّه إلى منى في أول أيام عيد الأضحى المبارك، لاستكمال باقي مناسك الحج من رمي الجمرات والذبح والحلق والطواف. وتستمر الجهات السعودية في تقديم خدماتها عبر آلاف العاملين والمتطوعين، لضمان انسيابية الحركة والتنظيم، وسط إشادات دولية متكررة بكفاءة إدارة الموسم.