المستشار الاقتصادي هاني نجم: 40% من الشباب العرب لا يعملون وغلاء المعيشة غير منطقي

مسح اجتماعي يكشف أوضاعًا اقتصادية مقلقة في المجتمع العربي: 57% من المواطنين العرب دخلهم لا يكفي لتغطية المعيشة 

1 عرض المعرض
امرأة عربية محجبة تتسوق في سوق الكرمل بمدينة تل أبيب
امرأة عربية محجبة تتسوق في سوق الكرمل بمدينة تل أبيب
امرأة عربية محجبة تتسوق في سوق الكرمل بمدينة تل أبيب
(Miriam Alster/FLASH90)
كشف المسح الاجتماعي لدائرة الإحصاء المركزية صورة مقلقة عن الأوضاع الاقتصادية في البلاد، ولا سيما في المجتمع العربي، حيث أظهرت النتائج أن 57% من العرب فوق سن العشرين صرّحوا بأن دخلهم الشهري لا يغطي تكاليف المعيشة الأساسية.
المستشار الاقتصادي هاني نجم:
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
07:21
وفي مقابلة مع راديو الناس، قال مدقق الحسابات والمستشار الاقتصادي هاني نجم إن "هذه المعطيات ليست غريبة عنا، فنحن نعيشها يوميًا. ما يقلق أكثر أن نحو 40% من الشبان العرب بين 18 و24 عامًا لا يتعلمون ولا يعملون، رغم أن هذا الجيل هو في ذروة العطاء والإنتاج".

هناك مسؤولية داخلية

وأشار نجم إلى أن جزءًا من الأزمة الاقتصادية مرتبط بالسياسات الحكومية التي تحدّ من فرص التطوير في المجتمع العربي، لكنه شدّد على أن المسؤولية داخلية أيضًا: "علينا أن نسأل أنفسنا: هل نستغل طاقاتنا كاملة؟ هل ندير مصاريفنا بحكمة؟ كثير من العائلات تقع في فخ القروض لمجرد المظاهر أو الكماليات"، على حد قوله.

غلاء المعيشة غير منطقي

وعن ارتفاع الأسعار الذي يثقل كاهل الأسر والشباب، أوضح: "نعم هناك غلاء معيشي غير منطقي، لكن علينا التعامل معه عبر إدارة مالية سليمة وزيادة مصادر الدخل. حتى المصاريف المرتبطة بالتعليم مثل الدورات التحضيرية، يجب أن ننظر إليها كاستثمار في المستقبل، لا كمجرد عبء مالي".
وأضاف: "المشكلة الكبرى تكمن أيضًا في غياب التوافق داخل الأسرة حول إدارة المصاريف. إذا اتفقت العائلة على خطة واضحة للدخل والإنفاق، يمكن السيطرة على الوضع وتخفيف الضغوط المالية"، مشيرًا إلى تجربته الشخصية في إشراك أسرته في القرارات المالية اليومية.
ووجه نجم توصية خاصة إلى فئة الشباب، قائلاً: "لا تستحوا من أي عمل. اعملوا في البناء، في المطاعم، في محطات الوقود أو أي مجال متاح. المهم أن تبنوا أنفسكم وتستثمروا في مستقبلكم، وألا تدخلوا في دوامة الديون من أجل المظاهر. كل شيكل تدخره اليوم سيعود عليك بالنفع غدًا".
وختم نجم بالقول إن تحسين الوضع الاقتصادي في المجتمع العربي يتطلب جهدًا مزدوجًا: من جهة، سياسات حكومية عادلة تضمن المساواة، ومن جهة أخرى، وعيًا مجتمعيًا بضرورة ترشيد الاستهلاك واستغلال الطاقات الشابة بشكل أفضل.