حديث خاص مع والد ضحية جريمة القتل حسين سموني
قُتل الشاب حسين زياد سموني (30 عامًا) من مدينة يافا، مساء السبت الماضي، إثر تعرّضه لإطلاق نار. ووفق بيان الشرطة، فقد تلقّى المركز بلاغًا حول إصابة رجلٍ أحضره أشخاص إلى مستشفى وولفسون ثم غادروا المكان فورًا، قبل أن يُعلن الطاقم الطبي وفاته متأثرًا بجراحه. وتواصل الشرطة أعمال التمشيط والتحقيق لتحديد موقع إطلاق النار والوصول إلى المشتبهين.
تفاصيل اللقاء الأخير: “فرحتُ به وبمولوده… ولم أعلم أنّها الزيارة الأخيرة”
في حديث مؤثر لتطبيق “ناس”، روى زياد سموني، والد الضحية، تفاصيل العلاقة التي جمعته بابنه الوحيد، قائلاً إنه لم يكن يعتبره مجرد ابن، بل “شريكًا وحبيبًا وصديقًا، أعرف متى أكون له أبًا ومتى أكون صاحبًا، وأوجهه دائمًا للطريق المستقيم رغم صعوبات المجتمع”.
ويكشف الأب عن تفاصيل اليوم الذي سبق المأساة. فقد كان ابنه قد رزق قبل أسابيع قليلة بمولود جديد سمّاه على اسم جدّه تحقيقًا لأمنيته. ويقول الأب:"اتفقنا أن نزوره يوم السبت لنبارك له. اتصلت به قبل المغرب وقلت له: يا بابا جايين نزورك مثل ما اتفقنا. استقبلنا بفرح، ضحكنا وأكلنا وقضّينا وقتًا مليئًا بالسعادة."
لكن أثناء انتهاء الزيارة، حدث ما وصفه الأب بـ"الإحساس الغريب":"وإحنا طالعين، كان يسلم على أمه ويحُضنها بإحساس مختلف. ولما وصلت لباب الدار، مسك راسي وقال: يابا، ارضَ عليّ. دايمًا كان يطلب الرضا… بس المرة هاي كانت مختلفة."
ساعة بعد الزيارة… والكارثة تقع
بعد نحو ساعة ونصف من وصول الأب إلى بيته، بدأت الاتصالات تتوالى عليه: "ابنك مصاب… ابنك في المستشفى…"، ويقول الأب:"من أول لحظة، حسّيت إنه مش بس مصاب. حسّيت إنها النهاية. رغم إنهم كانوا يحاولوا يخفّفوا عليّ، أنا كأب قلبي كان فاهم الحقيقة."
وفي المستشفى، أكّد الأطباء وفاة حسين.
“هذا قضاء الله… لكن القلب لا يحتمل”
وصف الأب مشاعره بعد تلقي الخبر:"الحمد لله على كل حال. هذا قضاء الله وقدره. بس الفراق موجع… خصوصًا لما تكون قبل ساعة قاعد مع ابنك، والفرحة مليانة بسبب حفيدك الجديد." ودُفن الشاب حسين بعد صلاة العشاء يوم الاثنين، تاركًا وراءه ابنته وطفله الرضيع الذي لم يُكمل أسابيعه الأولى.
زياد سموني في كلمة ورجاء للمجتمع العربي
“شلال الدم يجب أن يتوقف… الانتقام مش حل”
يختتم الأب حديثه برسالة عميقة مؤلمة موجّهة للمجتمع العربي:"يا جماعة… اللي صار معي صار مع غيري كثير. في آباء فقدوا أولادهم، نساء فقدوا أزواجهم، أطفال صاروا أيتام. لازم نتقي الله. شلال الدم هذا لازم يوقف. الانتقام مش حل… الانتقام بزيد الوجع على الكل. لازم نبدأ من أنفسنا."
ويؤكد أن أمنية ابنه الأخيرة قبل رحيله كانت أن يرى ابنه يحمل اسم جده، وأن يربّي أبناءه في أمان—أمنية لم تكتمل.




