كيف أصبحت "الإيموجي" لغة عالمية جديدة

ابتكار بسيط في اليابان بات اليوم لغة عالمية تعبّر عن الأفكار والمشاعر وعن موقف في بعض الأحيان، فكيف بدأ وإلى أين وصل؟

راديو الناس|
ما بدأ كابتكار بسيط في اليابان، بات اليوم لغةً عالمية تُستخدم للتعبير عن المشاعر والأفكار بدلًا من الكلمات. ولكن، كيف تطوّر الإيموجي؟ ولماذا أصبح جزءًا أساسيًا من تواصلنا؟
عندما وُلد الإيموجي في اليابان
في أواخر التسعينيات، قام المصمّم الياباني شيجيتاكا كوريتا من شركة "NTT DoCoMo"، بابتكار أوّل مجموعة من الرموز، مكوّنة من 176 رمزًا فقط. هذه الرموز البسيطة كانت كافية للتعبير عن الطقس والطعام والمشاعر والاشياء اليومية وسرعان ما لاقت رواجًا واسعًا في اليابان.
وعلى فكرة، كلمة "ايموجي"، خلافًا لما يعتقده الكثيرون، ليست مشتقّة من “Emotion” (مشاعر)، إنّما هي كلمة يابانية مكوّنة من "E" (絵) وتعني "صورة"، و (文字) "Moji" وتعني "حرف".
كيف غزا الإيموجي العالم؟
رغم نجاحه في اليابان، بقي الإيموجي حبيسًا هناك حتى عام 2008، عندما أضافت شركة أبل لوحة مفاتيح الإيموجي إلى هواتف iPhone، ومن بعدها جوجل ومايكروسوفت وفيسبوك اللواتي تبنّينها في أنظمتها فصارت لغة عالمية حقيقية بحلول 2010.
عام 2010، قررت منظمة Unicode Consortium، وهي الجهة التي تُحدّد كيفية عرض النصوص والرموز على الأجهزة، أن تُضيف الإيموجي إلى قائمتها الرسمية. هذا القرار سمح لجميع الأجهزة والأنظمة المختلفة (مثل آيفون وأندرويد) بالتعرف على الإيموجي وعرضه بنفس الطريقة، مما جعل التواصل باستخدام الرموز التعبيرية أسهل عالميًا.
اليوم، تعمل شركات مثل أبل، جوجل وفيسبوك على تطوير تصميمات الإيموجي باستمرار، لجعلها اكثر تعبيرًا ودقّة في تمثيل الواقع؛ فصار هنالك أكثر من 3,500 رمزًا معتمدًا في معيار يونيكود يتمّ استخدام المليارات منها يوميًا عبر مختلف المنصات.
الإيموجي "كلمة العام"
في عام 2015، اختار قاموس Oxford كلمة العام لأول مرة في تاريخه، وكانت 😂! نعم، ليس كلمة عادية، بل الوجه الضاحك بدموع الفرح – ما يعكس مدى انتشار هذه الرموز وتأثيرها على الطريقة التي نعبّر بها عن أنفسنا.
مستقبل الإيموجي.. إلى أين؟
بعد أن تحوّل إلى لغة عالمية، يبدو أن التطوّر لن يتوقف عند هذا الحدّ. قريبًا، قد نرى إيموجي متحركًا يتفاعل مع المستخدمين بطريقة أكثر ذكاءً، يعبّر عن المشاعر بواقعية أكبر وربما يتحوّل إلى شخصية رقمية تعكس حالتك المزاجية في اللحظة نفسها.
ليس هذا فقط، بل قد يتمكّن المستخدمون من تصميم إيموجي خاصّ يشبههم تمامًا، بدلاً من الاعتماد على الخيارات المحدودة المتاحة حاليًا. ومع تقدّم الذكاء الاصطناعي، قد يصبح الإيموجي أكثر ذكاءً في اقتراح الرموز المناسبة لسياق المحادثة، بحيث يظهر تلقائيًا وفقًا لما تكتبه بلا حاجة حتى إلى البحث عنه. فهل سيأتي اليوم الذي يصبح فيه الإيموجي بديلاً كاملاً للكتابة؟
والآن، أخبرونا، ما هو الإيموجي الذي تستخدمونه أكثر من غيره؟
First published: 11:09, 09.03.25