شهدت ولاية نيويورك، بحسب ما ورد في تقرير نشره موقع Politico، تحولًا انتخابيًا واسعًا لم يقتصر على المدن الكبرى أو الدوائر التقليدية للديموقراطيين. التقرير أشار إلى أن فوز زهران ممداني في نيويورك لم يكن سوى جزء من موجة أعمق امتدت إلى الضواحي والمناطق الريفية والبلدات الصغيرة، حيث تمكن الديموقراطيون من قلب أكثر من 50 مقعدًا في المجالس المحلية، مقابل مقعد واحد فقط للجمهوريين.
انتخابات محلية تكشف تحوّلًا بعيدًا عن المدن
وأظهر فحص موسع لنتائج 268 سباقًا تنفيذيًا محليًا، وفق التقرير، ارتفاعًا بمتوسط 10 نقاط في هامش أصوات الديموقراطيين، مع تسجيل اختراقات لافتة في بلدات تُعد معاقل جمهورية تقليديًا. وفي أوسويغو، التي تفوّق فيها ترامب بـ27 نقطة عام 2024، حصد الديموقراطيون خمسة مقاعد جديدة، الأمر الذي وُصف بأنه مؤشر مقلق للحزب الجمهوري قبل سباقات الكونغرس المرتقبة.
وفي مقاطعة أونونداغا، نجح الديموقراطيون في الحصول على الأغلبية للمرة الأولى منذ سبعينيات القرن الماضي، فيما حققوا أكبر أغلبية في تاريخ مقاطعة ألستر بعد اختراق بلدات كانت تُصوّت للجمهوريين منذ أجيال.
الاقتصاد يقلق الناخبين ويعيد فتح الأبواب أمام الديموقراطيين
وأورد التقرير شهادات لمرشحين ديموقراطيين أوضحوا أنهم لمسوا قلقًا اقتصاديًا واسعًا لدى الناخبين، حتى بين مؤيدي ترامب. ونُقل عن المرشحة ديبي شانون قولها إنها سمعت من ناخبين جمهوريين أن وعود الإدارة بخفض الأسعار لا تتحقق، فيما وصف مرشح آخر قلق السكان من سياسات فيدرالية تشمل التخفيضات والرسوم الجمركية وتداعيات التضخم.
وفي بلدات أخرى، مثل لِبانون، قال المرشح الديموقراطي آدم كارفل—الذي فاز في منطقة صوتت لترامب بنسبة 60%—إن الناخبين يبحثون عن قيادة تتجاوز الحدود الحزبية، رغم انتقادهم لسياسات حاكمة الولاية كاثي هوكول، خصوصًا في ملف المركبات الكهربائية.
مكاسب غير مسبوقة في بلدات تاريخيًا جمهورية
وأشار التقرير إلى مكاسب رمزية لافتة في ضواحي روتشستر: انتخاب مشرف ديموقراطي لأول مرة منذ 40 عامًا في بنفيلد، ولأول مرة منذ 120 عامًا في غريس، وللمرة الأولى منذ الحرب الأهلية في بيرينتون. كما قلب الحزب مناصب بلدية في بلدات مثل أونيونتا، ريفرهيد، ومونرو.
وتابع التقرير أن عدد الناخبين الديموقراطيين خارج نيويورك سيتي ارتفع من 1.3 مليون إلى 1.6 مليون—زيادة بنسبة 22%—في حين ارتفع عدد ناخبي الجمهوريين بنسبة 1% فقط.
رسائل انتخابية تُنذر بتحديات مقبلة للجمهوريين
وبحسب Politico، فإن هذا التحول الواسع يضع الحزب الجمهوري أمام معادلة صعبة قبل انتخابات 2026، إذ يعتمد فوزه على رفع نسبة التصويت في المناطق الحمراء، وتحقيق أداء قوي في الضواحي، وتقليص الفارق في نيويورك سيتي—وهو ما لم يتحقق هذا العام.
ومع ذلك، يلفت التقرير إلى بروز نزعة "مناهضة للمؤسسة" بين الناخبين، خصوصًا في نيويورك سيتي، ما قد يجعل توقع مصير حاكمة الولاية هوكول أكثر تعقيدًا.
قضايا محلية بخلفية وطنية
ورغم أن عددًا من المرشحين تجنبوا الخطاب الحزبي المباشر، إلا أن معظمهم أشار إلى أن السياسات الاقتصادية الفيدرالية كانت في قلب اهتمامات الناخبين. وذكر الفائز دون دابيو تأثير تراجع السياحة الكندية في بلدات الشمال، بينما تحدث الفائز توماس ليون عن خسائر وظيفية طالت مراكز دعم قضايا قدامى المحاربين.
وقال عدد من المرشحين إن الناخبين تعبوا من الانقسام الحاد في واشنطن، وبدأوا يمنحون الديموقراطيين فرصة في البلدات التي جرى تصوير الحزب فيها سلبيًا على مدى سنوات.



