حظر الاتّحاد الأوروبي، اعتبارًا من 1 أيلول/سبتمبر، مكوّنًا شائعًا في طلاء الأظافر "الجل" في معظم أنحاء أوروبا، نظرًا لاحتماليّة كونه سامًّا للبشر. المكوّن، الذي لا يزال معروضًا للبيع ومتوفّرًا في الولايات المتحدة، هو أكسيد ثلاثي ميثيل بنزويل ثنائي فينيل فوسفين، والمعروف اختصارًا باسم TPO، يُستَخدَم عادةً كمحفّز ضوئي، ممّا يساعد على تصلّب الطلاء بسرعة عند تعرّضه للأشعّة فوق البنفسجية، ويمنحه لمسة نهائيّة لامعة تشبه الزجاج.
في دراسات حديثة أُجرِيت مؤخّرًا على الحيوانات، تمّ تصنيف مادّة TPO ضمن فئة B CMR1، ما يعني انّها قد تكون مسبّبة للسرطان، بالإضافة إلى احتمال تسبّبها في أضرار طويلة الأمد على الخصوبة. وبموجب قانون الاتّحاد الأوروبي، يؤدّي هذا التصنيف تلقائيًا إلى حظر استخدام وتسويق المنتجات التي تحتوي على هذه المادّة، كإجراء احترازي إلى حين استكمال الأبحاث. وبحسب القرار، يجب على صالونات العناية بالأظافر في أي من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والبالغ عددها 27 دولة، "التوقّف فورًا عن بيع طلاء الأظافر الجل الذي يحتوي على الـ TPO، والتخلّص من مخزونها الحالي بشكل آمن"؛ فيما تُطالَب الشركات المصنّعة بإعادة صياغة منتجاتها لتصبح خالية من المادّة.
ورغم أنّ الولايات المتحدة لم تحظر المادّة حتى الآن، كما لم تتّخذ أي إجراء بشأن العديد من الإضافات الغذائية والمكوّنات الكيميائية الأخرى المحظورة في أوروبا، إلّا أنّ هذا الحظر الأوروبي قد يؤثّر على صناعة التجميل الأمريكية، خاصّةً إذا كانت الشركات الأمريكية تستورد منتجاتها من أوروبا. إلى جانب ذلك، وبسبب الحاجة إلى إعادة صياغة المنتجات، قد تلجأ الشركات التي تبيع طلاء الأظافر في كل من أوروبا والولايات المتحدة، إلى إعادة تركيب جميع منتجاتها لتجنّب إنتاج نسخ منفصلة، ما قد يستدعي الهيئات التنظيمية الأمريكية أو حكومات الولايات إلى اتّخاذ إجراءات مماثلة.
في هذا السياق، صرّحت فرانشيسكا رابولا من رابطة التجارة البريطانية (CPTA)، لمجلّة Scratch المختصّة بمنتجات الأظافر، أنّ بإمكان الصناعات التقدم بطلبات إعفاء من لوائح الاتّحاد الأوروبي عبر إثبات وجود طرق لتخفيف المخاطر. ومع ذلك، أوضحت رابولا أنّه في حالة TPO، لن يمكن الاستمرار في استخدامه في منتجات الأظافر، وذلك لعدم توفّر أدلّة على عدم وجود بدائل مناسبة له.
من جهته، صرّح دوغ شون، الخبير العلمي في صناعة الأظافر ومؤسّس شركة "Shoen Scientific"، لمجلّة Scratch بأنّ الحظر "غير مُبرّر علميًّا"، مضيفًا انّ الآثار الجانبية نادرة إذا استُخدِمت المنتجات بشكل صحيح على يد متخصّصين مدرّبين. وأضاف، "إذا لم يُراجع هذا القرار، فسيُفرض أعباءً اقتصادية غير ضرورية، ويُهدر منتجات آمنة، ويُقوّض الثقة في مدى ملاءمة اللوائح التنظيمية للاتحاد الأوروبي".
وفي خطوة احتجاجيّة، أنشأت شركة ASAP Nails and Beauty Supply البلجيكية موقعًا إلكترونيًا لمعارضة الحظر، معتبرة أنه سيُسبّب "ضررًا اقتصاديًا جسيمًا" للشركات الصغيرة، مشيرةً إلى عدم وجود دليل علمي بشري يُثبت أي خطر فعلي للمادّة.
ويُعتبر طلاء الأظافر الجل من العادات الجمالية الأساسية لملايين النساء حول العالم، ما يجعل الجدل حول مكوّناته وتأثيرها المحتمل على الصّحة والخصوبة محوَر نقاش واسع النطاق.