كشف تقرير لجمعية "أورك يروك" أن متوسط عمر السيارات الخاصة في مدينة موديعين عليت هو الأعلى في البلاد، حيث يبلغ 10.1 سنوات، فيما تأتي مدينة رمات غان في المرتبة الأولى من حيث السيارات الأحدث بمتوسط عمر 5.4 سنوات، وذلك وفقًا لبيانات مكتب الإحصاء المركزي حتى نهاية عام 2023.
صرايعة: العامل البشري من أهم عوامل السلامة على الطرق
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
03:27
ويبلغ متوسط عمر السيارات الخاصة في إسرائيل بشكل عام 7.5 سنوات، مسجلاً ارتفاعًا طفيفًا مقارنة بعام 2022 الذي كان فيه متوسط العمر 7.3 سنوات. تأتي مدينة قلنسوة في المرتبة الثانية بأعمار سيارات تصل إلى 10 سنوات، تليها القدس بمتوسط عمر 9.7 سنوات، بينما متوسط عمر السيارات في تل أبيب-يافا يبلغ 6.4 سنوات.
تشير البيانات إلى تركيز عالٍ للسيارات القديمة في المدن ذات الأغلبية العربية والمدن الحريدية مقارنة بالمدن الكبرى الأخرى.
من بين البلدات، جاءت قلنسوة بالمرتبة الثالثة قطريا، بينما حلت مدينة أم الفحم وشفاعمرو بالمرتبتين الخامسة والسادسة، أما باقة الغربية والطيبة فحلتا بالمراتب 7 و8 ومن ثم طمرة في المرتبة التاسعة. أمام مدينة سخنين جاءت بالمرتبة العاشرة من حيث السيارات الأقدم في البلاد.
أما المدن التي تضم أحدث السيارات فهي على التوالي: رمات غان (5.4 سنوات)، وحولون (5.9 سنوات)، ورشون لتسيون (6 سنوات)، وتل أبيب-يافا (6.4 سنوات)، وحيفا (6.5 سنوات).
صرايعة: العامل البشري من أهم عوامل السلامة على الطرق
أمين صرايعة من جمعية "أور يروك" قال في حديث خاص لراديو الناس، إن "السلامة للمواطنين على الطرق تعتمد على عدة عوامل، وأهمها هو العامل البشري. ومع ذلك، لا يمكن إغفال دور المركبات الحديثة التي تتميز بتجهيزات متطورة مثل الحساسات الأمامية والخلفية، وأنظمة الأمان المختلفة التي تقلل من وقوع الحوادث."
وأضاف صرايعة: "وجود مركبات قديمة على الطرق يعزز من احتمالية وقوع حوادث خطيرة، سواء كانت إصابات أو وفيات، إذ أن هذه المركبات تفتقر إلى تجهيزات الأمان الحديثة التي تحمي السائق والركاب."
وحول واقع المركبات في المجتمع العربي، أوضح صرايعة أن "التقرير يشير بوضوح إلى وجود تركز أعلى للمركبات القديمة في المجتمع العربي والمجتمع اليهودي المتدين، مقارنة بالبلدات الأخرى مثل رمات غان وهرتسليا وريشون لتسيون، حيث السيارات الحديثة أكثر انتشارًا."
وأشار إلى أن "المركبات الحديثة تقلل من حوادث السير بشكل ملحوظ، وهذا يرتبط بشكل مباشر بعمر المركبة وحالتها الفنية، ما يؤثر على احتمال وقوع الحوادث."
وتطرق إلى موسم الشتاء والتحديات التي يفرضها على السائقين، قائلاً: "القيادة في فصل الشتاء تعتبر الأخطر بسبب الأمطار والتزحلق على الطرق، لذا من الضروري أن يكون السائق أكثر حذرًا، وأن تكون المركبة مجهزة بالكامل لاستقبال ظروف الطقس السيئة."
وأضاف: "يوجد في البلاد ما يقرب من 1,058,000 مركبة قديمة، وهذا رقم كبير جدًا بالنسبة لدولة متقدمة مثل إسرائيل. حتى في قطاع النقل العام، هناك قيود على عمر الحافلات والشاحنات، وبعضها يصدر إلى دول أفريقية، ما يؤثر على السلامة العامة."
واختتم الأستاذ أمين حديثه متمنيًا السلامة للجميع خلال الأشهر المقبلة، وقال: "نأمل أن تمر الأشهر الممطرة دون حوادث طرق خطيرة. التوعية تبقى العامل الأهم، ونحن في جمعية 'أور يروك' نواصل جهودنا في هذا المجال."
"مصلحة إسرائيل تقليل عدد المركبات"
وتطرق المحامي ينايف يعكوف، المدير التنفيذي لجمعية "أور يروك"، إلى أهمية خفض عدد السيارات القديمة وغير الآمنة والمُلوثة التي تجوب الطرق، مشيرًا إلى أن هذه السيارات تفتقر إلى أنظمة السلامة النشطة التي تعوض أخطاء السائق، ما يزيد من خطورة وقوع حوادث سير فيها.
وقال يعكوف: "في حالات التوقف الطارئ أو الحوادث، يجب أن تكون السيارة في أفضل حالاتها لتحمي الركاب، لكنها قد تتحول إلى فخ موت لهم في حالة السيارة القديمة. من مصلحة دولة إسرائيل تقليل عدد هذه السيارات الخطرة والملوثة وإزالتها من الطرق، ولذلك يجب تشجيع برامج شطب السيارات القديمة وغير الآمنة."
وأشار يعكوف إلى أن تشجيع تركيب أنظمة السلامة المتقدمة في السيارات سيسهم على المدى الطويل في تقليل حوادث الطرق، خاصة في الطبقات الاجتماعية الأقل.
وفقًا للبيانات، هناك أكثر من 840,000 سيارة يزيد عمرها عن عشر سنوات (صُنعت قبل عام 2013) تسير على طرق إسرائيل، ومعظم هذه السيارات لا تحتوي على أنظمة سلامة نشطة، مما يعرض الركاب لمخاطر أعلى مقارنة بسيارات أحدث مزودة بتلك الأنظمة.
وفي المقابل، دخلت في عام 2023 نحو 183,653 سيارة جديدة إلى طرق إسرائيل، ليصل إجمالي عدد السيارات الخاصة إلى حوالي 2.55 مليون سيارة.
وتُعدّ برامج شطب السيارات القديمة التي تنفذها وزارات النقل والسلامة والبيئة إحدى الطرق الفعالة لتحديث أسطول المركبات، حيث توفر هذه البرامج مكافأة مالية لأصحاب السيارات التي يزيد عمرها عن 20 عامًا مقابل شطب سياراتهم، مما يساهم في تقليل الحوادث وتقليل التلوث البيئي.
وكان آخر تطبيق لبرنامج الشطب في نوفمبر 2013، وكانت الدولة تقدم تعويضًا بقيمة 3,000 شيكل لكل صاحب سيارة قديمة لتشجيعه على استبدالها بأخرى أكثر أمانًا وأقل تلويثًا. ومع ذلك، توقفت هذه البرامج بسبب محدودية التمويل، رغم الإقبال الكبير من الجمهور.
First published: 11:39, 03.11.25


