انتقدت المختصة في الإدارة الطبية والمديرة العامة للمنتدى الأكاديمي لتطوير الصحة في المجتمع العربي، الدكتورة عبير سليمان عواودة، تغييب الأطباء والمختصين العرب عن مؤتمر "إسرائيل الصحي"، الذي يُعد من أبرز المؤتمرات الطبية في البلاد، مؤكدة أن هذا الغياب يعكس واقع التهميش المستمر للعرب في منظومة اتخاذ القرار الصحي.
د. عبير سليمان عواودة: "40% من العاملين في الجهاز الصحي عرب لكن تمثيلنا في مواقع القرار لا يتجاوز 2%"
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
07:36
وقالت د. عواودة في حديثها لراديو الناس: "نحن نتعامل منذ فترة طويلة مع سياسات ممنهجة تُقصي العرب عن مواقع اتخاذ القرار في الجهاز الصحي. لذلك، عندما يُعقد مؤتمر كبير كهذا، من الطبيعي أن نرى غياب التمثيل العربي، لأننا ببساطة نفتقر إلى العدد الكافي من الأطباء والمديرين الكبار القادرين على تمثيل مصالح مجتمعنا."
وأضافت أن هذا الغياب ينعكس سلبًا على صحة المجتمع العربي نفسه، موضحة: "لا يمكن الحديث عن منظومة طبية عادلة بينما 20% من المواطنين العرب، وهم مستهلكون أساسيون للخدمات الصحية، يعانون من فجوات كبيرة في مؤشرات صحتهم مقارنة ببقية السكان. وحين تغيب أصواتهم عن طاولة القرار، تصبح السياسات المتخذة غير ملائمة لاحتياجاتهم ولا تعبّر عن واقعهم."
وأشارت د. عواودة إلى أن التفاوت في التمثيل صارخ، إذ رغم أن 40% من العاملين في الجهاز الصحي في إسرائيل هم من العرب، فإن نسبتهم في مواقع اتخاذ القرار لا تتعدى 2% فقط، وقالت: "نسبتنا في الدولة تقارب 21%، ونسبتنا في الجهاز الصحي 40%، لكن تمثيلنا في مواقع القرار لا يتجاوز 2%. هذا خلل بنيوي لا يمكن تجاهله."
وكشفت عن توجه المنتدى الأكاديمي لتطوير الصحة بعدة مطالب رسمية إلى وزارة الصحة وصناديق المرضى، من أجل تصحيح هذا الواقع: "توجهنا إلى وزارة الصحة وإلى إدارات صناديق المرضى، وخاصة ‘كلاليت’، لأن نحو 70% من العرب مؤمّنون فيها. طالبنا بتمثيل ملائم في مواقع الإدارة وصنع القرار داخل هذه المؤسسات."
كما أعلنت د. عواودة عن مؤتمر خاص سيُعقد في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر، بمشاركة وزارة الصحة وعدد من الجمعيات والباحثين في السياسات الصحية، لبحث سبل تعزيز تمثيل المجتمع العربي في مواقع الإدارة الصحية، مضيفة "في 6-11 سيُعقد مؤتمر مشترك بين المنتدى ووزارة الصحة وعدة جهات أخرى، يناقش تحديدًا موضوع تمثيل الأطباء والمديرين العرب في مواقع اتخاذ القرار. نأمل أن يخرج المؤتمر بقرارات عملية تغيّر هذا الواقع."
وفي ختام حديثها، وجهت د. عواودة رسالة تشجيع إلى الأطباء العرب، وخاصة الشباب، قائلة: "كثيرًا ما يُطلب من الطبيب العربي أن يكون مؤهلًا أكثر من نظيره اليهودي ليُقبل في منصب إداري. لذلك أدعو كل من يرى في نفسه القدرة على الإسهام في تطوير صحة المجتمع العربي أن يتقدّم لهذه الوظائف، وأن يستكمل التأهيل الأكاديمي المطلوب. الطريق ليست سهلة، لكنها ممكنة بخطوات تدريجية وإصرار جماعي."
وأكدت د. عواودة أن النهوض بالقطاع الصحي العربي لن يتحقق إلا من خلال شراكة حقيقية في مواقع صنع القرار، مضيفة: "لا يمكن لغيرنا أن يقرر ما هو الأصلح لصحتنا. يجب أن نكون شركاء حقيقيين في صياغة السياسات الصحية التي تمسّ حياة مجتمعنا."


