بفقدانها حاسة البصر قبيل ولادة طفلها الأخير، الذي أسمته "نور"، بدأت ابتسام عباس جرادات رحلة استثنائية من التحدي والتصالح مع الذات، لتتحول إلى مصلحة اجتماعية ومؤلفة وملهمة في محاضراتها.
فقدان البصر وبداية التحول
ابتسام، ابنة كفركنا، فقدت بصرها تدريجيًا منذ سن العشرين بعد تشخيصها بمرض تلف الشبكية. رغم صدمة الخبر، واصلت حياتها وأنجبت خمسة أطفال، وكان آخرهم بعد أن فقدت بصرها بالكامل. أطلقت عليه اسم "نور"، رمزًا للأمل والبصيرة. تقول إنها تتخيله أجمل من الجميع لأنها لم تره قط، وتشعر بعلاقة خاصة تربطها به دون أن تبخس حق إخواته.
التصالح مع الظلام
مرت جرادات بمرحلة من الرفض والاكتئاب، لكنها بدأت التصالح مع نفسها بعد التحاقها بنادي المكفوفين، حيث تعلمت استخدام الهواتف الذكية بتقنيات مخصصة. عبر الكتابة، التي عشقتها منذ طفولتها، بدأت تستعيد هدوءها الداخلي وتنشر خواطرها على فيسبوك، مما كان بداية مسيرتها الأدبية.
التأليف والعمل الاجتماعي
ألفت جرادات كتابين تحت عنوان "حتى نستطيع الاستمرار"، الأول يحمل طابعًا فلسفيًا اجتماعيًا ويضم أدوات للحياة مثل الرضا، القدرة، والحب، والثاني مجموعة قصص مستوحاة من تجاربها. كما تطوعت مع مدمني الكحول والمخدرات وقدمت 15 لقاء مجانيًا، مما أسس لانخراطها المهني كمركزة لنادي المكفوفين ونوادي القراءة في الناصرة، إضافة لمحاضراتها حول دعم النساء والشباب.

تكريم ومسؤولية
اختيرت جرادات مؤخرًا كمرشحة لجائزة "سيدة العام" من نادي اليونز في الناصرة، وهو ما اعتبرته مسؤولية تدفعها للاستمرار في العطاء والعمل الاجتماعي. تحلم بأن تصبح مصلحة اجتماعية، تساعد في فض النزاعات الزوجية، وهي تتعلم اليوم "الأحوال الشخصية" لتحقيق هذا الهدف.