في زمن أصبح فيه السعي وراء "اللايكات" في وسائل التواصل الاجتماعي أشبه بلعبة حياة أو موت، دفع ديمتري نوياتسين، مدرب لياقة بدنية روسي شهير من أورنبورغ، ثمناً باهظاً لمغامرته التي خطط لها بعناية.
ديمتري (30 عاماً) ابتكر خطة تسويقية خطيرة: قرر أن يزيد وزنه حوالي 25 كيلوجراماً عبر الإفراط في الأكل بلا ضوابط، ثم ينقص كل هذا الوزن مرة أخرى، ليُثبت لعشرات الآلاف من متابعيه فعالية برنامجه التدريبي. لكن قلبه تعثر وانهار قبل أن يبدأ مرحلة الرجيم.
تأتي هذه المأساة في ظل خبرة واسعة يمتلكها نوياتسين، فهو ليس هاوياً وقع في هذا المأزق بالصدفة، بل خريج المدرسة الأولمبية الوطنية وجامعة اللياقة الوطنية في سانت بطرسبرغ. درّب النخبة الروسية لعقد كامل، وكان على دراية تامة بخطورة تصرفاته، إلا أنه اختار تحميل جسده كمية هائلة من السعرات تصل إلى 10 آلاف سعر حراري يومياً.
النظام الغذائي اليومي الذي قاد إلى الكارثة:
الإفطار: طبق من المخبوزات ونصف كعكة
- الغداء: 800 جرام من الزلابية الغارقة في صلصة أساسها المايونيز.
- العشاء: برغر وقطعتا بيتزا شخصية.
- الحياة على الحافة: تعاطي المخدرات مع الزلابية
لم تكن هذه المرة الأولى التي يتورط فيها ديمتري، فقد أنهى في عام 2022 حكماً بالسجن لمدة 8 أشهر في سجن روسي بتهمة حيازة مخدرات. ويبدو أنه بعد خروجه من السجن استبدل إدمانه بأخرى أكثر خطورة، هي السعي المحموم نحو الشهرة والتشويق السريع عبر وسائل التواصل.
نجح في زيادة وزنه حوالي 13 كيلوجراماً خلال شهر واحد فقط، ووعد متابعيه بجائزة مالية قدرها 10,000 روبل (حوالي 420 شيقل) لكل من يتمكن من خسارة الوزن معه.
النهاية الحزينة واتجاه مقلق
في 18 نوفمبر، نشر آخر منشور له وهو يتناول رقائق البطاطس، لكن جسده كان يرسل إشارات استغاثة. وفي اليوم السابق لوفاته، ألغى تدريباته وشكى لأصدقائه من شعوره بالتعب الشديد وأنه ينوي زيارة الطبيب، لكنه لم يُفلح في ذلك. ذهب للنوم ولم يستيقظ أبداً، وكانت الوفاة ناجمة عن توقف مفاجئ في القلب.
ترك ديمتري وراءه زوجة في صدمة كبيرة، فيما كتب أحد متابعيه: "أنا في صدمة تامة، لماذا يأخذ الله الأفضل؟" وتضاف وفاته إلى ظاهرة مقلقة؛ ففي سبتمبر الماضي، توفي لاعب كمال الأجسام البيلاروسي إيليا "الجوهر" يفيمتشوك (36 عاماً) بنفس السبب بعد تناوله 16,500 سعر حراري يومياً.
دُفن ديمتري بعد ثلاثة أيام من وفاته في مدينته الأم، تاركاً خلفه تذكرة مؤلمة: الجسم البشري ليس لعبة على إنستغرام، وحتى خريجو المدارس الأولمبية الوطنية ليسوا بمنأى عن قوانين الفسيولوجيا.