سقط اقتراح قانون حل الكنيست الذي قدّمه النائب د. أحمد الطيبي باسم المعارضة، في جلسة التصويت الأخيرة، بعد أن تراجع عدد من أحزاب الحريديم عن دعم الاقتراح، وسط انقسام داخلي في المعارضة حول توقيت طرحه. وفي مقابلة مع برنامج "هذا النهار" عبر راديو الناس، قال الطيبي إن القرار بعدم تأجيل التصويت جاء لمنع نتنياهو من كسب المزيد من الوقت والمناورة السياسية، مشيرًا إلى أن الحكومة الحالية فشلت في جميع المجالات، وتسعى لتغيير الواقع عبر تصعيد أمني ضد إيران.
انقسام المعارضة ومناورة الحريديم
وأوضح الطيبي أن اقتراح القانون الذي قدّمه باسم المعارضة قوبل بخلاف داخلي حول التوقيت، في ظل مطالبة بعض الكتل بانتظار أسبوع إضافي بحجة أن الحريديم قد يغيّرون موقفهم. وأضاف: "رفضنا التأجيل لأن الهدف منه كان تمييع المبادرة، ومنح نتنياهو المزيد من الوقت للبقاء في الحكم".
الطيبي لراديو الناس: الحريديم أفشلوا اقتراح الحل ونتنياهو يهرب إلى إيران
محمد مجادلة وسناء حمود
08:48
وأشار إلى أن الانقسام داخل الأحزاب الحريدية ظهر جليًا، إذ امتنعت "شاس" عن دعم الاقتراح، بينما عارضه غولدنوف من "أغودات يسرائيل"، في وقت حاول فيه نتنياهو ويولي إدلشتاين الضغط خلف الكواليس لمنع التصويت.
وبيّن أن فشل تمرير القانون لا يمنع إعادة طرحه مستقبلًا، مشيرًا إلى أن النظام البرلماني يسمح بذلك إذا تغيرت الظروف، أو في حال جمعت المعارضة تواقيع 61 نائبًا.
حكومة فاشلة على كل المستويات
وانتقل الطيبي لانتقاد أداء الحكومة، قائلاً: "لا يوجد مجال واحد نجحت فيه هذه الحكومة. فشلت في الملف الاقتصادي، فشلت في الأمن، فشلت في محاربة الجريمة. وفي المجتمع العربي تحديدًا، فشلت في وقف نزيف الدم". وأضاف أن استمرار حكومة نتنياهو هو استمرار لسياسات القمع في غزة والضفة، وتصاعد الجريمة في الداخل، وغياب أي أفق سياسي أو اجتماعي.
التصعيد ضد إيران كأداة داخلية
وفي ما يتعلق بالتهديدات الأخيرة بشأن إيران، رأى الطيبي أن نتنياهو يستخدم التصعيد المحتمل كوسيلة للهروب من أزماته الداخلية. وقال: "الاستطلاعات تظهر تراجع شعبية نتنياهو. هو يعلم أنه إذا جرت انتخابات اليوم فسيخسر. لكنه يعتقد أن ضربة عسكرية ضد إيران قد تغيّر المزاج العام، وتمنحه دفعة سياسية".
وأشار إلى أن الحديث عن هجوم محتمل يتقاطع مع رغبات جهات أخرى، مثل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يسعى للتأثير على مفاوضات واشنطن مع طهران من خلال التلويح بالتصعيد.
وختم الطيبي حديثه بالتأكيد على أن التصعيد العسكري لن يغيّر حقيقة الفشل السياسي، داعيًا إلى تكثيف الجهود البرلمانية والشعبية لإسقاط الحكومة قبل أن تدخل البلاد في مغامرات إقليمية جديدة.