دراسة جينية تكشف سرا جديدا عن نشأة البطاطس: تهجين قديم

البطاطس، الذي يغزو موائد الأكل، في البيوت وفي المطاعم، وتتراق مع كافة الوجبات السريعة كان مصدر حيرة للعلماء بسبب سرّ أصله الوراثي

2 عرض المعرض
حبوب بطاطس
حبوب بطاطس
حبوب بطاطس
(فلاش 90)
لطالما كانت البطاطس (أو البطاطا) من الأغذية الأساسية في العالم، وقد زُرعت لأول مرة قبل آلاف السنين في منطقة جبال الأنديز بأمريكا الجنوبية، قبل أن تنتشر في مختلف أنحاء العالم منذ القرن السادس عشر. ورغم أهميتها الغذائية والزراعية، بقي أصلها الوراثي وتطورها لغزًا محيرًا لعلماء النبات حتى اليوم.
لكن دراسة جديدة أجراها فريق من الباحثين باستخدام تحليل جيني لـ450 نوعًا من البطاطس المزروعة و56 نوعًا من البطاطس البرية، كشفت أن البطاطس الحديثة نشأت قبل نحو تسعة ملايين عام، نتيجة تهجين طبيعي بين نوع بري من الطماطم ونبات شبيه بالبطاطس لا ينتج درنات، كان موجودًا في أمريكا الجنوبية.
وأوضح العلماء أن هذا التهجين النادر أدى إلى ظهور أول درنة بطاطس، وهو الجزء الصالح للأكل من النبات، في حين أن الطماطم تنتج ثمرة تؤكل فوق سطح الأرض. كما تمكن الفريق من تحديد عاملين وراثيين رئيسيين أسهما في تكوين الدرنات.
2 عرض المعرض
حبوب بطاطس
حبوب بطاطس
حبوب بطاطس
(فلاش 90)
ويحمل نبات البطاطس اليوم الاسم العلمي سولانوم تيوبيروسوم، وقد تطور عن سلالتين سابقتين: أحدهما يشبه البطاطس ويُعرف باسم إتيوبروسوم، ويوجد حالياً في بيرو، لكنه لا يُنتج درنات، أما الآخر فيشبه الطماطم. ووفق الدراسة، فإن هذين النباتين تشاركا سلفًا مشتركًا عاش قبل نحو 14 مليون سنة، ووقع التهجين بينهما بعد انفصالهما بخمسة ملايين عام، ما أدى إلى إعادة خلط العوامل الوراثية وظهور نبات جديد قادر على إنتاج الدرنات.
وتقول عالمة النبات ساندرا ناب من متحف التاريخ الطبيعي في لندن: "هذا الحدث الوراثي النادر مكّن سلالة البطاطس من التكيف مع البيئات الباردة والجافة التي بدأت بالتشكل آنذاك في سلسلة جبال الأنديز".
ويرى الباحثون أن هذا الاكتشاف لا يلقي الضوء فقط على التاريخ التطوري للبطاطس، بل قد يساعد أيضًا في تطوير محاصيل زراعية أكثر مقاومة للتحديات البيئية مثل الجفاف وتغير المناخ.
وفي هذا السياق، قال تشيانغ تشانغ، الباحث في الأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية: "نتائج هذه الدراسة قد تمهد الطريق لإنتاج محاصيل هجينة تجمع بين فوائد الطماطم والبطاطس، فتثمر الطماطم فوق الأرض وتُنتج درنات بطاطس تحتها".