قاصرون يقودون مركبات بلا رخص في البلدات العربية | حوادث دامية وتراخٍ من الأهالي

اتفق الضيفان على أن الظاهرة لا تنفصل عن حالة العنف العام:"من أمن العقاب أساء الأدب"، قال غانم، مؤكدًا أن "غياب الردع الحقيقي يشجّع القاصرين على الاستهتار، في ظل تراخٍ من الشرطة، وخوف من الأهل

1 عرض المعرض
دراجات نارية
دراجات نارية
دراجات نارية
(Flash90)
تشهد القرى والبلدات العربية في البلاد تفشيًا مقلقًا لظاهرة قيادة القاصرين والمراهقين لمركبات ودراجات نارية دون رخصة سياقة قانونية، ما ينعكس على الشوارع حوادث متكررة، بعضها قاتل. وتشير شهادات مهنية إلى أن هذا السلوك لا ينفصل عن مظاهر العنف المستشري، والتقصير المؤسسي، والتراخي المجتمعي في مواجهة هذه الآفة.
يوسف غانم المختص في قضايا السير يتحدث عن الظاهرة
غرفة الأخبار مع محمد أبو العز محاميد
08:38
القيادة دون تأهيل جريمة قانونية المحامي يوسف غانم، المختص في قضايا السير، قال في حديث لراديو الناس ضمن برنامج غرفة الأخبار، إن "قيادة مركبة بدون رخصة ليست مخالفة بسيطة، بل تُعتبر جريمة جنائية وفق قانون العقوبات لسنة 1976". وأوضح أن "الرخصة ليست مجرد ورقة، بل شهادة تؤكد أن حاملها مؤهل لقيادة مركبة، تمامًا كما لا يجوز لطبيب أن يمارس المهنة دون تأهيل". وأكد غانم أن "جميع مخالفات السير من الركن الخاطئ إلى الحوادث القاتلة تُصنّف ضمن جرائم، ويمكن أن تترتب عليها تبِعات خطيرة للقاصر، كمنعه من التقدّم لرخصة لسنوات طويلة، فضلًا عن المحاسبة في حال تسبّب الحادث بإصابات أو وفيات".
أين دور الأهل؟ إهمال أم تواطؤ؟ وشدد غانم على أن "دور الأهل لا ينتهي عند الادّعاء بعدم المعرفة، ففي حالات كثيرة يكون الأهل على دراية، بل ويسمحون لأبنائهم باستخدام المركبة". وأضاف: "في حالات كهذه، يصبح الإهمال تورطًا مباشرًا. قد يدفع الأهل تعويضات باهظة، وقد يُعتبرون شركاء في الجريمة، خاصة إن كانت السيارة مسجلة على اسم أحد الوالدين". وتابع: "شركة التأمين لا تتحمّل المسؤولية إذا تبيّن أن السائق غير مخوّل قانونيًا، وفي هذه الحالة تُترك العائلة لتواجه المصير وحدها".
خلايلة: البعض يخشى مساءلة القاصرين خوفًا من ارتباطهم بعصابات إجرامية
غرفة الاخبار مع محمد أبو العز محاميد
05:55
الصيف موسم الانفلات أحمد خلايلة، ضابط الأمن والأمان في مجلس مجد الكروم المحلي، قال إن "الظاهرة تتفاقم بشكل خاص خلال فصل الصيف والعطل المدرسية، حيث يخرج المراهقون إلى الشوارع دون رقابة، ويمارسون قيادة المركبات والدراجات النارية في أحياء غير مؤهّلة لهذا النوع من السلوك". وأشار خلايلة إلى أن "غياب البنى التحتية، وعدم وجود ممرات مشاة، والفوضى في تنظيم حركة السير داخل البلدات، كلها عوامل تزيد من حجم الخطر". وأضاف: "عملنا في مجد الكروم على خطط تنظيمية، مثل اعتماد اتجاه واحد في بعض الشوارع، لكن العائق الأكبر يبقى في الوعي المجتمعي وفي تجاوب الأهالي".
توعية غائبة وميزانيات مفقودة قال خلايلة: "لا توجد ميزانيات كافية للمجالس المحلية لتنظيم حملات توعية فعالة. حتى السلطة الوطنية لسلامة الطرق تفتقر للدعم الكافي، ما يجعل جهود الوقاية غير منتظمة وموسمية". وأضاف: "للأسف، تنظيم السير لا يُنظر إليه كأولوية رغم علاقته المباشرة بحماية الأرواح". وأكد أن بعض المجالس تضع قضايا التعبيد والبنية التحتية قبل قضايا الأمان: "نعم، الشوارع بحاجة إلى ترميم، لكن ماذا عن الأرواح التي تُزهق يوميًا؟".
البعض يخشى مساءلة القاصرين خوفًا من ارتباطهم بمنظمات إجرامية اتفق الضيفان على أن الظاهرة لا تنفصل عن حالة العنف العام:"من أمن العقاب أساء الأدب"، قال غانم، مؤكدًا أن "غياب الردع الحقيقي يشجّع القاصرين على الاستهتار، في ظل تراخٍ من الشرطة، وخوف من الأهل". أما خلايلة فاختتم حديثه برسالة مباشرة: "إذا لم نوقف هذه الظاهرة، فنحن ننتظر فقط أسماء الضحايا التالية. هذا الوضع لم يعد يحتمل، وعلى الجميع أن يتحمّل مسؤوليته، مؤكدًا ان هناك صمت من المجتمع بسبب الخوف أن يكون احد السائقين تابع لمنظمات إجرامية أو ما شابه".