عُرضت في مؤتمر الجمعية الأميركية لعلم الأورام السريري (ASCO) في شيكاغو، نتائج تجربة دولية اعتُبرت نقلة نوعيّة في علاج سرطان الثدي، والتي أظهرت أنّ تدخلًا علاجيًا مبكّرًا باستخدام دواء تجريبي من إنتاج شركة "أسترازينيكا" ويُدعى كاميزيسترانت (Camizestrant)، نجح في خفض خطر تقدّم المرض أو الوفاة بنسبة 56% لدى مجموعة من النساء المصابات.
ويستهدف العلاج تحديدًا النساء المصابات بالنوع الأكثر شيوعًا من سرطان الثدي (نحو 70% من الحالات)، وهو النوع الذي تتغذّى خلاياه على الهرمونات الأنثوية مثل الأستروجين، ما يجعله أكثر استجابة للعلاجات الهرمونيّة وأقلّ عدوانية مقارنةً بأنواع أخرى.
إلى جانب كونه من أبرز التطوّرات في علاج هذا النوع من السرطان خلال السنوات الأخيرة، تتميّز الدراسة باعتمادها على فحص دم متقدّم يُعرَف بالخزعة السائلة، يهدف إلى رصد طفرة جينية تُدعى ESR1، تنبّئ بظهور مقاومة مستقبليّة للعلاج الهرموني المعتاد. رصد هذه الطفرة يُتيح تعديل خطّة العلاج في مرحلة مبكرة، دون انتظار ظهور الأعراض السريرية أو التغيرات في الصور الشعاعية.
شملت التجربة أكثر من 3,200 مريضة من دول متعدّدة، بينها إسرائيل؛ وتمّ رصد الطفرة لدى 315 منهنّ، جرى تقسيمهنّ إلى مجموعتين: الأولى واصلت العلاج التقليدي، فيما انتقلت الثانية إلى العلاج بالكاميزيسترانت. أظهرت النتائج أنّ المريضات اللواتي تلقّينَ العلاج الجديد سجّلنَ فترة بقاء دون تدهور بلغت 16 شهرًا، مقارنةً بـ 9.2 أشهر فقط لدى من واصلن العلاج السابق.
ورغم أنّ الدواء لا يزال قيد التجارب ولم يحصل بعد على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، فإنّ نتائجه الحالية تمهّد الطريق نحو تبنّي هذا النموذج الجديد في علاج السرطان، ما قد يعيد رسم معايير المتابعة والعلاج خلال السنوات المقبلة.
يُذكر أنّ فحص الدم المذكور، والذي يُعَدّ حجر الأساس في هذا النموذج العلاجي، لا يزال خارج سلّة الخدمات الصحية في إسرائيل، ما يعني أنّه غير مموّل حتى الآن، وقد تصل كلفته إلى آلاف الشواقل – وفقًا لما أوردته د. عيناف غال-يام في حديثها لموقع Ynet، في سياق تسليطها الضوء على المشاركة الإسرائيلية في الدراسة.