أصدرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تقريرًا جديدًا يعبّر عن مخاوف حادة تجاه مستقبل القارة الأوروبية، محذّرة من "محاولة محو حضاري" قد تجعل أوروبا غير قابلة للتعرّف خلال 20 عامًا إن استمرت السياسات الحالية.
استراتيجية أمن قومي تنتقد أوروبا وتحذّر من الانهيار الحضاري
التقرير، الذي جاء في 29 صفحة ونُشر يوم الجمعة بتوقيع ترامب، يؤكد أن التراجع الاقتصادي في أوروبا ليس التهديد الأكبر، بل "الفشل السياسي والثقافي" للقارة، بما في ذلك الهجرة والرقابة السياسية، التي وصفها التقرير بأنها تغذي التوترات وتقوّض الحريات.
وأضاف التقرير: "هذا التراجع الاقتصادي يتلاشى أمام التهديد الحقيقي والأكثر وضوحًا وهو محو حضاري. إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فإن القارة ستكون غير قابلة للتعرف خلال أقل من 20 سنة".
سياسات خارجية أكثر عدائية وتوتر مع الحلفاء الأوروبيين
ويأتي هذا التصعيد بعد نحو عام من عودة ترامب إلى البيت الأبيض، حيث ازدادت التباينات الأيديولوجية بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين بشكل ملحوظ. وقد دعمت الإدارة الأميركية علنًا أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا، وانتقدت تنظيمات الاتحاد الأوروبي، ولوّحت بوقف دعمها لأوكرانيا ما لم تقدم تنازلات كبيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
كما أفادت مصادر دبلوماسية أن الولايات المتحدة تضغط على بعض الدول الأوروبية لتعطيل خطة أوروبية تهدف إلى إطلاق حزمة دعم جديدة لأوكرانيا بقيمة 90 مليار يورو.
أهداف أميركية: وقف الحرب في أوكرانيا ومنع توسّع الناتو
واتّهم التقرير الاتحاد الأوروبي بإضعاف الحريات السياسية، وفشل في التصدي للهجرة، كما أشار إلى وجود رقابة وقمع لحركات المعارضة السياسية.
وفيما يخص الأهداف الأميركية في أوروبا، شدّد التقرير على:
- السعي لوقف سريع للحرب في أوكرانيا
- تشجيع "مقاومة داخلية" في الدول الأوروبية لنهج الاتحاد الحالي
- فتح الأسواق الأوروبية أمام الشركات الأميركية
- الحيلولة دون توسّع إضافي لحلف الناتو
ورغم الانتقادات، أضاف التقرير: "تبقى أوروبا محورية استراتيجيًا وثقافيًا للولايات المتحدة. لا يمكننا تحمّل تجاهلها، لأن ذلك سيكون عكسيًا على أهداف استراتيجيتنا".


