قام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، اليوم، بزيارة مدينة أم الفحم ومنطقة وادي عارة، في خطوة أثارت ردود فعل غاضبة بين السكان المحليين، الذين اعتبروا أن جولته لا تعكس أولويات المجتمع العربي ولا معاناته اليومية مع العنف والجريمة.
غضب في أم الفحم: بن غفير يتجوّل بين البيوت ويسأل عن تراخيص البناء
تفاصيل الجولة
بحسب المعلومات الواردة، تجوّل بن غفير في عدد من أحياء أم الفحم، وطرح أسئلة على السكان حول رخص البناء وقانونية المنازل. ومن المتوقع أن يستكمل زيارته بزيارة مركز شرطة أم الفحم ومركز شرطة وادي عارة.
هذه الجولة جاءت في وقت حرج، إذ يعيش المجتمع العربي حالة من التوتر والغضب بسبب تصاعد غير مسبوق في جرائم القتل، حيث وصل عدد الضحايا منذ مطلع العام 177 شخصًا.
غضب الأهالي
الأهالي عبّروا عن استيائهم من طبيعة زيارة الوزير، حيث قال أحد المواطنين لراديو "الناس":"توقعنا أن يأتي لردع العنف والجريمة ووقف النزيف في مجتمعنا العربي، لكن عنصريته لا حدود لها. بدل أن يسعى لحمايتنا من السلاح والجريمة المنظمة، يتجوّل بين البيوت ليسأل عن تراخيص البناء".
مواطنون آخرون شددوا على أن هذه الخطوات تمثل استفزازًا مباشرًا لسكان المنطقة، معتبرين أن الحكومة تركز على ملفات ثانوية بينما يواجه الناس خطرًا يوميًا على حياتهم.
سياق سياسي وأمني
زيارة بن غفير تأتي في ظل انتقادات حادة توجهها أحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني للسياسة الحكومية تجاه المواطنين العرب. فقد فشلت حتى الآن الخطط المعلنة لمكافحة الجريمة، بينما يواصل قادة المجتمع العربي التحذير من تفاقم فقدان الأمن وانعدام الثقة بالشرطة.
وفي المقابل، يرى مراقبون أن بن غفير يحاول من خلال هذه الزيارات تعزيز صورته السياسية لدى قاعدته اليمينية، عبر التركيز على ملفات تتعلق بالبناء غير المرخّص أكثر من تركيزه على معالجة ظاهرة العنف التي تضرب المجتمع العربي.
بلدية أم الفحم: لا أهلًا ولا سهلًا بالوزير العنصري اليميني المتطرف بن غفير في بلدنا ام الفحم
تستنكر بلدية أم الفحم أشدّ الاستنكار الاقتحام والمداهمة غير المرحّب بها التي قام بها صباح اليوم الاحد 7.9.2025 وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى مدينتنا، دون أي تنسيق مسبق أو إعلام للجهات الرسمية في المدينة، وعلى رأسها البلدية.
إننا نعتبر هذا الاقتحام الاستفزازي محاولةً بائسةً لتغطية سياسات الهدم والتضييق على أهلنا، تحت ذريعة إنفاذ أوامر الهدم للبيوت غير المرخّصة. ونؤكد أن مثل هذه الاقتحامات لا تحمل أي بُعد مهني أو قانوني، إنما هي زيارات استعراضية، مقيتة، ومرفوضة، هدفها التحريض والتهديد والوعيد، ليس إلا، كما هو أسلوبه المعهود.
إننا في بلدية أم الفحم نرفض أن تكون مدينتنا ساحةً للدعاية الانتخابية أو الاستعراضات الإعلامية لهذا الوزير اليميني المتطرّف المعروف بخطابه العنصري ضد العرب عامة وأهلنا في الداخل خاصة.
نقولها بوضوح: لا أهلاً ولا سهلاً بمثل هذه الزيارات، ولا مكان للعنصرية في مدينتنا. أم الفحم ستبقى عصيّة على سياسات الترهيب، وستواصل التمسك بحقها في العيش الكريم، وتعمير أرضها وبيوتها.