حيفا
رفضت كتلة الجبهة في بلدية حيفا، بشكل قاطع، مخططًا يُطرح أمام لجنة الحفاظ على المباني، يقضي بإخراج عدد من المباني التاريخية في الحي الشرقي – لا سيما في شارع "هشومير" ومحيط "أرض البلان" من قوائم الحفظ، تمهيدًا لهدمها. وأكدت الكتلة أن ما يجري هو جزء من "مخطط ممنهج لتغيير طابع الحي وتهجير سكانه الأصليين".
تسويق الحي وتحويله لديكور فاخر
وقال عضو البلدية وعضو لجنة الحفاظ، المحامي فاخر بيادسة، في حديث لبرنامج "المنتصف" عبر راديو الناس:"نحذّر من محاولة التفاف خطيرة على اللجنة، هدفها خدمة المستثمرين لا حماية الناس والتاريخ. لجنة الحفاظ وُجدت لحماية المباني وهوية المكان، وليس لتسويقها وتحويلها لديكور فاخر لمن يملك المال".
ثمن خيالي
وأشار بيادسة إلى أن هناك ضغوطًا لتمرير مقترح يقضي بإخراج هذه المباني من قوائم الحفظ، بحجّة "تجديد المدينة"، لكن الحقيقة كما قال:"النية واضحة، وهي تغيير البشر قبل الحجر، وجلب طبقات مقتدرة إلى أحياء لا يستطيع أهلها شراء منزل فيها بثمن خيالي، بدلًا من تطوير البنية التحتية وخدمة السكان الأصليين".
وأوضح أن المباني المستهدفة تُعد من القلائل التي ما زالت تحافظ على الطابع المعماري العربي الفلسطيني في المدينة، مؤكدًا:"حولنا الأحياء التاريخية لديكور، والبيوت العربية الأصيلة إلى واجهات يستمتع بها الغرباء، فيما يُدفع السكان الأصليون إلى الهامش".
وعن جلسة لجنة الحفاظ المقررة يوم الأحد، شدّد بيادسة على أن الكتلة ستتصدى للمقترح بكل السبل المتاحة:"وجودنا في اللجنة له وزن، ولن نسمح لأي جهة بالاستخفاف بالمجتمع العربي، لا بلدية ولا مستثمرين. هناك من يدافع عن نسيج الكرمل، لكن يتجاهل نسيج الحي الشرقي".
وختم بالقول:"اللجنة وُجدت للحفاظ على الناس والمكان، لا لخدمة الأرباح السياسية أو العقارية. موقفنا واضح، وسنعمل على إيقاف هذا المخطط في لجنة الحفاظ، وفي كل الأطر القادمة المتعلقة بالتخطيط والبناء".
وتُعد جلسة الأحد مفصلية في مسار الحفاظ على ما تبقى من الطابع التاريخي العربي في مدينة حيفا، وسط اتهامات متزايدة بمحاولات تهويدية ناعمة تحت عنوان "التجديد العمراني".