أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لزاريني، أنه "على الجانب الصحيح من التاريخ"، فيما اتهم إسرائيل بمحاولة القضاء على الوكالة بشكل كامل.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية (AFP)، شدد لزاريني، اليوم (الاثنين)، على أنه لا يوجد بديل حقيقي للأونروا، على الرغم من الادعاءات الاسرائيلية بأن المنظمات غير الحكومية أو الأمم المتحدة يمكنها تولي مهامها.
خطر انهيار الأونروا
ويتولى لزاريني منصبه منذ عام 2020، في فترة تفشي جائحة كورونا، وهي المرحلة التي شهدت انخفاضًا حادًا في تمويل الوكالة من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى.
ويرى المفوض العام للأونروا، أن الأزمة التي تعرضت لها الوكالة آنذاك لم تكن سوى "تحدٍ بسيط" مقارنةً بما حدث بعد 7 أكتوبر، حيث بدأت إسرائيل في اتهام الوكالة بالتعاون مع حماس.
وحذر لزاريني من أن "هناك خطرًا حقيقيًا لانهيار الأونروا"، مؤكدًا أن الوكالة ما زالت "العامود الفقري" للمساعدات الإنسانية في غزة، لكنها تملك تمويلًا يكفي حتى شهر يونيو فقط.
قرار حظر الأونروا
يذكر أن إسرائيل أقرت في أكتوبر الماضي قانونًا يمنع أنشطة الأونروا داخل أراضيها، ويتكوّن القانون، الذي دخل حيز التنفيذ في يناير، من بندين: الأول يحظر عمل الأونروا داخل إسرائيل، والثاني يمنع المؤسسات العامة من التعاون معها.
ورغم ذلك، لا تزال الوكالة تعمل في غزة والضفة الغربية، لكنها تواجه صعوبات في تنسيق دخول المساعدات إلى القطاع، خاصة بعد قرار إسرائيل إغلاق المعابر. ووصف لزاريني القرار بأنه "تهديد لحياة سكان غزة وبقائهم".
حملة تضليل
ويرى لزاريني أن الأونروا تقدم خدمات فريدة، خاصة في قطاع التعليم، الذي لا تستطيع أي منظمة أخرى تعويضه. وقال: "إذا حرم 100 ألف طفل في غزة من التعليم، فلن يكون لهم مستقبل، وإذا كانت مدارسهم غارقة في اليأس والدمار، فنحن نزرع بذور التطرف".
وفي رده على الاتهامات الإسرائيلية للوكالة بإدراج "محتويات تحريضية" في مناهجها، اعتبر لزاريني أن هذه المزاعم جزء من "حملة تضليل غير مسبوقة" تستهدف الأونروا.
وأكد لزاريني أنه ملتزم بالدفاع عن الأونروا رغم الضغوط، قائلاً إنه "لو لم أكن أشعر أنني على الجانب الصحيح من التاريخ، لما واصلت. إذا كان لدي صوت، فمن واجبي استخدامه. هذا هو الحد الأدنى الذي ندين به للاجئين الفلسطينيين، الذين لا يكاد يكون لهم صوت".