اتهم رئيس وزراء قطر أطرافًا أميركية وإسرائيلية بتضليل الرأي العام بشأن علاقة الدوحة بحماس، وكشف أن التواصل مع الحركة بدأ قبل أكثر من 13 عامًا بطلب مباشر من واشنطن، وبعلمٍ كامل من الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.
وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مقابلة مع الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون خلال "منتدى الدوحة"، إن وجود قيادة حماس في قطر منذ عام 2012 تمّ حصريًا لأغراض تواصل سياسي يتيح التوصل إلى تهدئات وإيصال مساعدات إنسانية إلى غزة، مؤكدًا أن الدوحة لم تموّل أي نشاط عسكري للحركة.
وأوضح أن الاتهامات التي يوجّهها سياسيون أميركيون، بينهم السيناتور تيد كروز، بأن قطر "تدعم الإرهاب"، تفتقر إلى أي أساس، مشيرًا إلى أن كل ما قُدّم لغزة جرى "بشفافية كاملة، وبالتنسيق المباشر مع إسرائيل والولايات المتحدة".
وأضاف أن قطر عملت على مسارات المساعدات عبر التعاون مع رؤساء الحكومات الإسرائيلية، ومنهم بنيامين نتنياهو ونفتالي بينيت ويائير لابيد، وأن أجهزة الأمن الإسرائيلية – المخابرات والموساد والشاباك ووزارة الدفاع – شاركت في ترتيبات الدعم طوال السنوات الماضية.
وانتقد رئيس الوزراء ما وصفه بـ"استغلال قطر كأداة في سجالات سياسية داخلية" في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن بلاده ركزت طوال عقود على تخفيض التوترات الإقليمية ولم تدفع واشنطن ـ في أي مرحلة ـ لشنّ حرب أو ضرب دولة ما.
وفي ما يتعلق بنشاط اللوبي القطري في الولايات المتحدة، قال إن الدوحة تواجه حملات تضليل ممنهجة تهدف إلى الإضرار بعلاقاتها بواشنطن، وإن الأموال التي تُصرف على اللوبي مخصصة "لحماية المصالح المشتركة"، وليس للحصول على مساعدات أميركية.
وخلال الحوار، قال كارلسون إنه يُنتقد بشكل متكرر بوصفه "أداة قطرية"، لكنه أكد أنه لم يتلق أي تمويل من الدوحة، معلنًا عزمه شراء منزل في قطر "دفاعًا عن حقه في التواجد حيث يشاء". وردّ آل ثاني مرحبًا، مع التأكيد أن بلاده ستواصل حماية علاقاتها من "محاولات الإفساد الخارجية".



