بعد أسابيع من التعقيد السياسي الذي عطّل تعيين لجنة سلة الأدوية وترك عشرات آلاف المرضى دون إمكانية الحصول على علاجات منقذة للحياة، من المتوقع أن تصادق الحكومة الإسرائيلية (الأحد) على تشكيل اللجنة الخاصة بعام 2025. هذا الإجراء، الذي يأتي رغم غياب وزير صحة فعلي، سيسمح أخيرًا ببدء النقاشات حول نحو 110 أدوية حيوية كان يفترض أن تكون متاحة للمرضى منذ يناير/كانون الثاني 2026، لكنها قد تصل فقط في مارس أو أبريل — أي تأخير قد يصل إلى أربعة أشهر.
تغييرات في تركيبة اللجنة
تضم اللجنة العامة المكلّفة بتوسيع سلة الأدوية 19 عضوًا، سيستمر معظمهم من العام الماضي، فيما سيتم استبدال ثلاثة أعضاء. إذ ستخلف نيريا شتاوبر، نائبة المدير العام لوزارة الصحة، العضو حاييم هوفرت. كما ستتولى تمر تسين من وزارة المالية مكان ياعيل ليندنبرغ. وسيحلّ البروفيسور يغال هاس من مركز شيبا الطبي محلّ الدكتور ماتي إيرليخمان من مستشفى شعاري تسيدك. ومع استكمال التعيينات، ستكون اللجنة جاهزة لبدء جلساتها، بعد أن أعدّت وزارة الصحة مواد الخلفية المهنية مسبقًا.
شلل سياسي عطّل التعيينات
عادةً تُعيَّن اللجنة من قبل وزيري الصحة والمالية، لكن أزمة سياسية خلقت حالة جمود: فقد أُقرّ تعيين حاييم كاتس وزيرًا للصحة في الحكومة فقط دون مصادقة الكنيست، ما أدى إلى غياب وزير صحة فعلي أو قائم بالأعمال، وبالتالي تعذّر تشكيل اللجنة. وبشكل استثنائي، حسم رئيس الوزراء — الذي يحتفظ بحقيبة الصحة في ظل الفراغ الرسمي — القضية بنفسه.
568 دواءً بانتظار الحسم
عند بدء عملها، ستعقد اللجنة اجتماعين إلى ثلاثة أسبوعيًا، وستكون مطالبة بالبت في 568 دواءً قُدّمت للمراجعة هذا العام، إضافة إلى عشرات التقنيات الطبية الأخرى. ومن بينها، سيجري اختيار نحو 110 بنود لإدخالها إلى السلة. وتناقش اللجنة قضايا تتعلق بالنجاعة الطبية، الجدوى الاقتصادية، الاعتبارات الأخلاقية، ومعايير مهنية أخرى.
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان ميزانية السلة ستبقى 650 مليون شيكل، أم سيتم تقليصها إلى 550 مليونًا.
مرضى ينتظرون… وحياة على المحك
مواطنة تبلغ من العمر 47 عامًا وأم لثلاثة أطفال، تكافح ورمًا دماغيًا (غليوما) منذ عام 2013، تقول:"حتى العام الماضي اضطررت أن أطرق الطاولة لأطلب دواء ‘فارونيغو’ الذي حصل بالفعل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية. لا يمكنني تحمل تكلفته — فكل حبة تكلّف 6,000 شيكل. انعقاد اللجنة مسألة حياة أو موت. لماذا عليّ أن أطرق الأبواب كي أحصل على دواء؟".
أما إيّا فيرتهايمر، المديرة العامة لجمعية حقوق المرضى، فتحذّر قائلة:"في كل يوم لا تنعقد فيه لجنة سلة الأدوية، هناك مرضى ينتظرون علاجًا يمكن أن ينقذ حياتهم أو يحسنها — لكنهم لا يحصلون عليه. بالنسبة للبعض، هذا هو الفارق بين الحياة والموت".

