شهد قسم الطوارئ للأطفال في المركز الطبي "بني تسيون" في حيفا حادثة استثنائية هذا الأسبوع، حين نُقل طفل يبلغ من العمر خمس سنوات من سكان المدينة إلى المستشفى بعد سقوطه، وفق ما أفاد والداه، على طاولة مكسورة ما تسبب له بجرح نازف في الذقن.
الدكتور بشير نصر الله، أخصائي طب الطوارئ للأطفال في المستشفى، أجرى فحصًا بالموجات فوق الصوتية (POCUS) بجانب سرير الطفل، ليتبين وجود جسم غريب عالق في عمق الأنسجة. وبعد تصوير بالأشعة السينية، تبيّن المفاجأة: برغي معدني مقطوع بطول نحو سنتيمترين كان مغروسًا داخل ذقن الطفل.
بعملية منسقة مع فريق الأنف والأذن والحنجرة، تمكن الأطباء من استخراج البرغي كاملًا ثم خياطة الجرح، بحسب ما أوضح مدير قسم الأطفال، البروفيسور يعقوب جنيزي، الذي أضاف: "الحالة تبرز أهمية اليقظة الطبية والقدرة على دمج وسائل تكنولوجية متقدمة مثل POCUS في طب الطوارئ. لولا الفحص الدقيق، كان من الممكن أن يبقى الجسم الغريب مخفيًا ويؤدي إلى التهاب خطير وربما خطر على حياة الطفل".
الدكتور نصر الله وصف اللحظة التي اكتُشف فيها الجسم الغريب بأنها كانت "دراماتيكية"، مشددًا على أن "حتى الجروح التي تبدو سطحية قد تخفي مخاطر كبيرة، لكن دمج الخبرة الطبية مع أدوات تشخيص حديثة أتاح لنا تحديد مكان البرغي وإزالته بأمان".
ووفق بيان صادر عن المستشفى، فقد تعافى الطفل سريعًا وغادر إلى منزله في اليوم التالي بحالة جيدة ودون مضاعفات.