أعلن في مدينة يافا، يوم الأربعاء الاخير عن الانطلاق الرسمي لأعمال "كرامة – مركز مناهضة العنصرية"، وذلك خلال مؤتمر تأسيسي عُقد في مسرح السرايا تزامنًا مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان. وشهد المؤتمر عرضاً للرؤية الاستراتيجية للمركز ومشاريعه المستقبلية، بحضور رئيس لجنة المتابعة العليا المنتخب حديثاً، الدكتور جمال زحالقة، ورئيس إدارة الجمعية سامي أبو شحادة، إلى جانب عشرات النشطاء والمحامين وممثلي البعثات الدبلوماسية والمؤسسات الحقوقية.
افتتحت الفقرة الأولى من المؤتمر، التي أدارتها رئيسة إدارة جمعية "زوخروت" ميسون بدوي، بكلمة للمحامي مؤيد ميعاري باسم إدارة المركز، استعرض فيها دوافع التأسيس والحاجة الملحة لجسم حقوقي متخصص. وقدمت مركزة المشاريع، المحامية يارا منصور، عرضاً لمراحل تأسيس المركز التي استمرت عامين من التشاور مع حقوقيين وخبراء، مشيرة إلى أن الرؤية ترتكز على بناء مجتمع ديمقراطي يرفض كافة أشكال التمييز، ويعتمد على الرصد، التوثيق، والمرافعة القانونية والمناصرة الدولية كأدوات عمل أساسية.
مؤشرات لقياس العنصرية وتقنيات ذكاء اصطناعي
استعرض المؤتمر مشروعين مركزيين سيعمل عليهما المركز في مرحلته الأولى. حيث قدمت الأخصائية النفسية لمى بكري مشروع "بناء مؤشر العنصرية"، الذي يهدف لسد الفجوة المعلوماتية في إسرائيل التي تفتقر لمؤشر رسمي يقيس العنصرية الموجهة ضد الفلسطينيين في الداخل. وأوضحت بكري أن المشروع يحظى بمرافقة لجنة أكاديمية تضم باحثين بارزين، منهم د. هنيدة غانم، بروفيسور نديم روحانا، بروفيسور أمل جمال، د. نهاد علي ود. عميد صعابنة، لضمان دقة المعايير البحثية وفحص الحقائق.
وفي السياق ذاته، عرضت مركزة مشروع "رصد العنصرية"، مها لولو، آليات العمل التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع صندوق "ديسرابت". ويركز المشروع على رصد وتوثيق تصريحات وأفعال الشخصيات المؤثرة في المشهد الإسرائيلي، بمن فيهم السياسيون، الإعلاميون، والمؤثرون على شبكات التواصل الاجتماعي الذين يملكون قواعد جماهيرية واسعة، بهدف تكوين قاعدة بيانات شاملة حول خطاب التحريض.
نقاشات تفاعلية وتوحيد للجهود الأهلية
تخلل المؤتمر فقرات تفاعلية تضمنت مجموعات تفكير ونقاش بين المشاركين، حيث تم تبادل الشهادات حول مواقف عنصرية واجهها الحضور، وتقديم مقترحات عملية لأدوات مناهضة التمييز. وخلصت المجموعات إلى استنتاج مشترك بضرورة توحيد الجهود لمواجهة الملاحقات السياسية والتشهير العلني ضد المجتمع العربي. وفي كلمته، ثمن الدكتور جمال زحالقة المبادرة، مؤكداً استعداد لجنة المتابعة للتعاون الكامل مع الجمعية، مشدداً على أهمية وجود جسم أهلي متخصص في هذا المضمار.
واختتم سامي أبو شحادة، مؤسس الجمعية ورئيس إدارتها، أعمال المؤتمر بالتأكيد على أن العنصرية باتت تؤثر على كافة مناحي حياة الفلسطينيين في الداخل، مشيراً إلى انتشارها بين مختلف الشرائح والقيادات الإسرائيلية. وأكد أبو شحادة أن دور "كرامة" سيتمحور حول تنظيم الجهود والتشبيك مع مؤسسات حقوق الإنسان والشركاء المعنيين بتطوير قيم العدالة والمساواة، واستخدام الأدوات القانونية والبحثية لردع العنصرية وملاحقة المحرضين.
4 عرض المعرض


"مركز كرامة" في يافا لمناهضة العنصرية
(تُستخدم هذه الصورة بموجب البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
4 عرض المعرض


"مركز كرامة" في يافا لمناهضة العنصرية
(تُستخدم هذه الصورة بموجب البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
4 عرض المعرض


"مركز كرامة" في يافا لمناهضة العنصرية
(تُستخدم هذه الصورة بموجب البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
4 عرض المعرض


"مركز كرامة" في يافا لمناهضة العنصرية
(تُستخدم هذه الصورة بموجب البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
