تحريف الصور بالذكاء الصناعي | محامية وخبير سايبر: كل صورة قد تتحول إلى أداة ابتزاز رقمية

عبير بكر: المساس بالخصوصية واحد سواء كانت الصورة حقيقية أم مولدة بالذكاء الاصطناعي | يعقوب خطيب: أوقفوا نشر صوركم، فكل منشور قد يُستغل ضدكم

1 عرض المعرض
سايبر - صورة توضيحية
سايبر - صورة توضيحية
سايبر - صورة توضيحية
(Sliman Khader/FLASH90)
تزداد المخاوف في الأوساط القانونية والمجتمعية من تنامي ظاهرة الجرائم الرقمية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، لاسيما بعد حوادث نشر صور نساء تم تحريفها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لأغراض مسيئة. وفي هذا السياق، أكدت المحامية عبير بكر وخبير السايبر يعقوب خطيب، في حديثين متتاليين مع راديو الناس، أنّ التطور التكنولوجي المتسارع يفوق قدرة القوانين الحالية على ملاحقته، داعيين إلى رفع الوعي والحذر في استخدام الوسائط الرقمية.

القانون أمام تحديات الواقع الجديد

عبير بكر: "المساس بالخصوصية واحد سواء كانت الصورة حقيقية أم مولدة بالذكاء الاصطناعي
غرفة الأخبار مع أمير خطيب
09:01
قالت المحامية عبير بكر إنّ "القانون الجنائي تطوّر جزئياً لمواكبة العصر الرقمي، لكن الجرائم الإلكترونية باتت أكثر تعقيداً"، مشيرةً إلى أنّ المحكمة العليا الإسرائيلية أقرت مؤخرًا بأنّ الاغتصاب يمكن أن يقع إلكترونياً دون لقاء جسدي مباشر. وأوضحت: "حتى في الفضاء الافتراضي، إذا تم إجبار شخص على القيام بفعل معين ذي طابع جنسي، فهذا يُعد محاولة اغتصاب بكل المعايير القانونية."
وأضافت بكر أن الإشكالية الكبرى تكمن اليوم في تمييز الصور الحقيقية عن تلك المولدة بالذكاء الاصطناعي، مشددة على أن المنظور الأساسي يجب أن يكون من زاوية الضحية، قائلة: "المساس بحقوق الضحية واحد سواء كانت الصورة حقيقية أو اصطناعية، لأن الأثر النفسي والاجتماعي هو ذاته."
وحول ضعف المنظومة القانونية في ملاحقة هذه الجرائم، أوضحت أن "الصعوبة ليست فقط في تعريف الجريمة، بل في تعقّب المجرم. في كثير من الأحيان يصعب تحديد من يقف وراء الفعل، حتى لو كانت المخالفة واضحة."
كما تطرقت بكر إلى قضية الصور الشخصية المتبادلة برضا الطرفين، مشيرة إلى غياب نص قانوني يلزم الطرف الآخر بحذف الصور بعد انتهاء العلاقة: "لا يوجد حتى الآن قانون يُلزم بحذف الصور التي تم تبادلها بموافقة الطرفين، ما يترك الباب مفتوحًا للابتزاز والتهديد لاحقًا."
وختمت المحامية حديثها بدعوة كل من يتعرض لانتهاك أو ابتزاز إلى عدم الخضوع للتهديد، مؤكدة أن "الرضوخ للمبتز يشجعه على الاستمرار. الأفضل التوجه للشرطة أو للمؤسسات المختصة بمحو المحتوى والتعامل مع الضرر قانونيًا وتقنيًا."

خبير السايبر ياقوت خطيب: الذكاء الاصطناعي بلا حدود والحذر واجب

يعقوب خطيب: "أوقفوا نشر صوركم... فكل منشور قد يُستغل ضدكم"
غرفة الأخبار مع أمير خطيب
06:28
من جهته، قال خبير السايبر يعقوب خطيب إنّ الذكاء الاصطناعي "لم يعد له حدود"، مشيرًا إلى أن تقنياته تتطور بوتيرة متسارعة تفوق قدرات المراقبة والتنظيم. وأضاف: "لم يعد الذكاء الاصطناعي بحاجة لشركات كبرى لتطويره، فاليوم يمكن لأي شخص بمعدات بسيطة أن ينشئ أدوات ذكاء اصطناعي خاصة به ويستخدمها لأغراض سيئة."
وحذر خطيب من غياب الضوابط القانونية والتقنية لدى الشركات المطورة، موضحًا أن بعض المنصات "تسمح باستخدام صور وبيانات المستخدمين بمجرد الموافقة على الشروط دون قراءة التفاصيل"، مضيفًا: "عندما تضغط على (أوافق) دون قراءة البنود، قد تكون منحت الشركة الحق في استخدام صورك وملامحك وحتى بياناتك لأغراض أخرى."
وأكد خطيب أن جزءًا من المسؤولية يقع على المستخدمين أنفسهم، قائلاً: "علينا أن نعتني بأنفسنا، وألا نمنح الخصوصية الشخصية مجانًا. لا داعي لنشر الصور في كل مكان، فكل منشور يمكن أن يتحول إلى أداة ابتزاز."
وفي ختام حديثه، وجّه نداءً واضحًا للجمهور: "رجاءً، توقفوا عن نشر الصور الشخصية على إنستغرام وسناب شات. اجعلوا حساباتكم مغلقة، واسمحوا فقط للأصدقاء الموثوقين برؤية محتواكم. كلما قلّ نشر الصور، زادت الحماية."