شهد مهرجان فينيسيا السينمائي في دورته الـ82 سلسلة من الوقفات الاحتجاجية والتضامنية مع غزة، حيث تجمّع نحو عشرين ناشطًا من مجموعة يسارية إيطالية إقليمية أمام المبنى الرئيسي للمهرجان، رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات كُتب عليها "فلسطين حرّة" و"أوقفوا الإبادة"؛ ليتحوّل المهرجان إلى منصّة للتعبير عن مواقف سياسية وإنسانية في ظلّ الحرب الدائرة.
مسيرة حاشدة
وشدّدت الناشطة جوليا كاكوباردو (28 عامًا) على ضرورة استغلال الاهتمام الإعلامي بالمهرجان لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية، معتبرة أنّ هذه الخطوة ليست سوى مقدّمة لتحرّكات أوسع. وبعد ثلاثة أيّام، في 30 أغسطس/ آب، خرجت مسيرة حاشدة ضمّت بحسب التقديرات ما بين ثلاثة وأربعة آلاف شخص، رفعوا الأعلام الفلسطينية وردّدوا شعارات مثل "أوقفوا الإبادة" و"فلسطين حرة"، فيما حمل بعضهم لافتات كُتِب عليها "أنتم جميعًا شهود على الإبادة".
وجاءت هذه المسيرة ضمن حملة Venice4Palestine التي يقودها ناشطون وسينمائيّون، وأُرفِقَت برسالة مفتوحة موقّعة من أكثر من ألفي سينمائي حول العالم، من بينهم المخرج غييرمو ديل تورو، طالبت فيها إدارة المهرجان باتّخاذ موقف واضح إزاء الحرب وإدانة ما وصفته بالتطهير العرقي والفصل العنصري.
لافتة على السجادة الحمراء
وفي مشهد لافت، رفع الثنائي هالزي وأفان جوغيا لافتة وعليها عبارة "أوقفوا الإبادة في غزة" خلال مرورهم على السجادة الحمراء لعرض فيلم The Smashing Machine؛ فيما أثار الموقف تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل، حيث اعتبرها كثيرون فعلًا مؤثرًا ومعبّرًا وسط أجواء المهرجان.
من جانبها، حرصت إدارة المهرجان على التزام الحياد، إذ أكّد مديره الفنّي ألبرتو باربيرا أنّ الحدث "مساحة للحوار الثقافي لا السياسي"، معبّرًا في الوقت نفسه عن حزنه العميق لمقتل المدنيين في غزة. وشدّد رئيس لجنة التحكيم ألكسندر باين على أنّ دور السينما يكمن في التوثيق لا التغيير، مرحّبًا في الوقت ذاته بمشاركة أعمال فلسطينية ضمن المهرجان.
ومن أبرز هذه الأعمال فيلم "صوت هند رجب" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، الذي يعيد رواية قصّة الطفلة الفلسطينية هند رجب (6 سنوات)، التي قُتلت في غزة مطلع عام 2024 مع عدد من أفراد عائلتها ومسعفي الهلال الأحمر أثناء محاولتهم إنقاذها. ويشارك الفيلم في المسابقة الرسمية لنيل جائزة الأسد الذهبي، ويُعدّ من أبرز الأعمال التي سلّطت الضوء على معاناة المدنيّين خلال الحرب.