شهدت الليلة الماضية سلسلة من التطورات السياسية والميدانية المتسارعة، في ظل مساعي التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وسط تصاعد الضغوط الداخلية والانقسامات في قيادة إسرائيل، وتواصل القصف على القطاع.
رفض إسرائيلي للتعديلات واستمرار المساعي التفاوضية
أعلنت رئاسة الوزراء الإسرائيلية، مساء أمس، رفضها للتعديلات التي قدّمتها حماس على المقترح الأميركي بشأن اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة التبادل.
وجاء في بيان رسمي أن إسرائيل "لن تقبل التعديلات الجوهرية التي طرحتها حماس، والتي تمسّ بصيغة الاتفاق الأصلي الذي جرى التوصل إليه بوساطة أميركية ومصرية وقطرية".
ورغم هذا الرفض، أكدت الحكومة أنها سترسل اليوم وفدًا تفاوضيًا إلى العاصمة القطرية الدوحة، بهدف "استنفاد فرص التوصل إلى اتفاق يضمن استعادة المحتجزين ويحقق المصالح الأمنية لإسرائيل".
تفاصيل التعديلات التي طرحتها حماس على المقترح الأميركي
في المقابل، كشف قيادي في حركة حماس لصحيفة "العربي الجديد" أن الحركة تنتظر الرد الإسرائيلي على التعديلات التي قدمتها، والتي تشمل:
- ضمانات للانتقال إلى مفاوضات دائمة لإنهاء الحرب.
- عدم الاكتفاء بهدنة مؤقتة لمدة 60 يوماً.
- إشراك أطراف دولية إضافية كضامنين.
- تنفيذ البروتوكول الإنساني السابق، بما يشمل إدخال معدات ثقيلة لرفع الأنقاض.
- تحديد خرائط انسحاب إلى خطوط ما قبل 2 مارس.
- ربط الاتفاق الحالي بمسار سياسي سابق تراجعت عنه حكومة نتنياهو.
احتجاجات في تل أبيب ضد صفقة "جزئية" لصفقة تبادل
تظاهر آلاف المحتجين مساء أمس أمام مقر وزارة الأمن الإسرائيلية في تل أبيب، احتجاجًا على ما وصفوه بـ"صفقة تبادل جزئية" مع حماس.
ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بإعادة جميع المحتجزين دون استثناء، واعتبروا أن إبرام صفقة لا تشملهم جميعًا يُعد "فشلًا ذريعًا ومخالفة للمصلحة القومية".
اعتراض صاروخ من اليمن دون إصابات
في سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي فجر اليوم اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن.
وأكدت نجمة داوود الحمراء أن الحدث لم يسفر عن أي إصابات أو أضرار.
تصعيد ميداني في غزة: قصف واستهداف خيمة للنازحين
واصل الجيش الإسرائيلي قصفه على مناطق متعددة في قطاع غزة، حيث أفادت مصادر فلسطينية أن الغارات استهدفت خلال الليل وصباح اليوم:
خيمة للنازحين غرب مدينة غزة.
بلدة الزوايدة.
مخيم النصيرات وسط القطاع.
إصابة أميركيين يعملان في مجال الإغاثة بخانيونس
أعلنت مؤسسة "غزة الإنسانية" إصابة موظفَين أميركيَّين من طاقمها في خانيونس، نتيجة قصف إسرائيلي طال مركزًا لتوزيع المساعدات.
وقد أقرّ الجيش الإسرائيلي لاحقًا بمسؤوليته عن الحادث، موضحًا أن الإصابة نتجت عن إلقاء قنبلتين على الموقع المستهدف.
توتر داخل الحكومة الإسرائيلية حول "الممرات الإنسانية"
أقرّ المجلس الوزاري المصغر (الكابينت)، خلال جلسة ليلية دامت أكثر من خمس ساعات، إنشاء "مناطق مساعدة إنسانية" داخل غزة لفصل المدنيين عن حماس.
إلا أن الجلسة شهدت توترًا كبيرًا بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان هرتسي هليفي، بسبب خلاف حول وتيرة تنفيذ هذه الخطة.
كما نشب صراخ حاد بين وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ورئيس الأركان، ما دفع نتنياهو إلى التدخل لتهدئة الأجواء، بعد أن اتهم سموتريتش الجيش بعدم تنفيذ تعليمات المستوى السياسي.