تقرير: إسرائيل ترفض تسوية مع لبنان| هل تتحول الحدود إلى منطقة صناعية عازلة؟

تقرير: عُقداجتماع  الأسبوع الماضي في باريس بين وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر والمبعوث الأمريكي إلى لبنان وسوريا توم براك

2 عرض المعرض
من لقاء سابق بين الرئيس اللبناني والمبعوث الأمريكي توم براك
من لقاء سابق بين الرئيس اللبناني والمبعوث الأمريكي توم براك
من لقاء سابق بين الرئيس اللبناني والمبعوث الأمريكي توم براك
(الصفحة الرسمية للرئاسة اللبنانية Lebanese Presidency)
ذكرت قناة الجديد اللبنانية أن إسرائيل رفضت مؤخرًا مقترحًا أمريكيًا يهدف إلى تسوية بعض القضايا الداخلية اللبنانية وتثبيت تفاهمات أمنية بين بيروت والقدس، واقترحت بدلاً من ذلك إنشاء منطقة صناعية على الحدود بين البلدين.
وبحسب التقرير، فإن اجتماعًا عُقد الأسبوع الماضي في باريس بين وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر والمبعوث الأمريكي إلى لبنان وسوريا توم براك، شهد تسليم الرد الإسرائيلي على الوثيقة التي صيغت في واشنطن. ووفقًا للمصادر، فإن الرد جاء بمثابة "رفض لوثيقة براك"، إذ وافقت إسرائيل على بعض البنود فقط.
قضايا عالقة أمام الحكومة اللبنانية الحكومة اللبنانية تواجه في هذه المرحلة مجموعة من الملفات الحساسة، أبرزها: تمديد ولاية قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، المقرر أن تنتهي نهاية الشهر الجاري؛ مسألة نزع سلاح حزب الله؛ إضافة إلى موقفها من الوثيقة الأمريكية المطروحة.
حزب الله بدوره أعلن رفضه للمسودة، مشترطًا أن تنفذ إسرائيل أولًا الاتفاقات السابقة، توقف هجماتها على لبنان، تنسحب من خمس نقاط حدودية متنازع عليها، وتطلق سراح الأسرى اللبنانيين.
الموقف الإسرائيلي وبحسب الجديد، فقد أبدت إسرائيل استعدادًا مبدئيًا لوقف تدريجي للهجمات والاغتيالات، والانسحاب التدريجي من بعض المناطق المحتلة، والتقدم في ملف الأسرى اللبنانيين. غير أنها اشترطت أن تبقى القرى المدمرة على الحدود غير مأهولة بالسكان، وأن تتحول إلى منطقة اقتصادية، عبر إقامة مصانع لبنانية فيها بحيث تفصل بين القرى المأهولة من الجانب اللبناني والمستوطنات الإسرائيلية المحاذية. ووصف التقرير هذا الشرط بأنه "منطقة صناعية عازلة وخالية من السكان"، معتبرًا أن التوغلات الإسرائيلية الأخيرة على الحدود تأتي ضمن هذا التوجه.
2 عرض المعرض
 بنيامين نتنياهو
 بنيامين نتنياهو
بنيامين نتنياهو
( Flash90)
تحركات سياسية ودبلوماسية في المقابل، نفت مصادر سياسية لبنانية ما تردد حول موافقة بيروت على أي صيغة تمنح إسرائيل سيطرة على قرى لبنانية. ومن المتوقع أن يعود براك إلى بيروت الأسبوع المقبل برفقة المبعوثة الأمريكية مورغان أورتاغوس، في إطار وفد يقوده السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام.
أما صحيفة الأخبار اللبنانية، المقرّبة من حزب الله، فقد تحدثت عن الزيارة المرتقبة، ووصفت غراهام بأنه "صهيوني متطرف"، على حد تعبيرها.
كما أشار التقرير إلى أن مساعي التهدئة الداخلية في لبنان مستمرة، حيث عُقد لقاء بين رئيس كتلة حزب الله في البرلمان محمد رعد ومبعوث عن الرئيس جوزيف عون، في محاولة لرأب الصدع بين الطرفين بشأن ملف السلاح. وأكد رعد خلال اللقاء التزام الحزب بموقفه الرافض لنزع سلاحه.
انقسامات داخلية وتصاعد التوتر في سياق متصل، نشرت صحيفة نداء الوطن اللبنانية، المعارضة لحزب الله، مقالًا بعنوان: "إيران تأمر وحزب الله ينفذ.. لبنان رهينة النفوذ الإقليمي". ووفق مصادرها، فإن تصاعد الانتقادات ضد رئيس الوزراء نواف سلام، والتصعيد الكلامي تجاه السعودية، يأتيان في إطار خطة استراتيجية لإحكام النفوذ الإيراني في لبنان. ونقل المقال عن دبلوماسي أمريكي تحذيره من أن لبنان يقف على أعتاب أزمة خطيرة في حال فشل ملف نزع السلاح، ولم يستبعد احتمال اندلاع مواجهة عسكرية جديدة مع إسرائيل.
كما أشارت الصحيفة إلى أن قادة حزب الله عقدوا، عقب زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إلى بيروت، اجتماعات مكثفة مع قوى "محور المقاومة" بما فيها حماس والجهاد الإسلامي، تناولت سيناريوهات تصعيدية تشمل الضغط المباشر على الحكومة، تنظيم حركات احتجاجية، وحملات إعلامية تستهدف تصوير الحكومة على أنها عاجزة.
الموقف الرسمي اللبناني جدير بالذكر أن الحكومة اللبنانية شددت مرارًا خلال الأشهر الأخيرة على رفضها أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية، وهو ما أعاد الرئيس عون تأكيده خلال لقائه الأخير مع لاريجاني، حين أكد له أن لبنان غير مستعد لقبول أي تدخل أجنبي في قراراته السيادية.