في ظلّ تصاعد العنف في المجتمع العربي واستمرار الحرب على غزة وانعكاساتها على الداخل الفلسطيني، استضاف برنامج "هذا النهار" عبر راديو الناس النائب أيمن عودة، رئيس قائمة الجبهة والعربية للتغيير، للحديث حول آخر المستجدات السياسية في إسرائيل والتحديات المتزايدة التي تواجه المجتمع العربي.
شدّد عودة على أن المرحلة الراهنة هي الأصعب منذ عام 1948، قائلاً: "نحن لسنا بخير، بل إن السنتين الأخيرتين هما الأصعب على الإطلاق. لقد التقيت مؤخرًا بالمواطن نديم موسى (103 أعوام)، وسألته إن كانت هذه الفترة أصعب من زمن الحكم العسكري، فأجابني قاطعًا: نعم، هذه المرحلة أصعب بكثير."
هذا المدخل وضع النقاش في إطار تاريخي يبرز حجم التحديات، حيث أكّد عودة أن ما يعيشه المجتمع العربي اليوم يُحاكي لحظة 1948 من حيث التهديدات، التهميش، وتراجع الهوامش الديمقراطية، مشيرًا إلى أن الحكم الحالي يقترب من "الفاشية المطبقة على مؤسسات الدولة".
النائب أيمن عودة: ما نعيشه اليوم يحاكي ما عشناه عام 1948
هذا النهار مع محمد مجادلة
10:08
"نعيش فاشية على مستوى مؤسسات الدولة"
وقال النائب عودة: "في تلك الفترة كنا نتعامل مع أيدولوجيات واضحة، كنا نعرف خطوط الحمر لكل حزب، مثل حزب حيروت أو حزب العمل. كنا نعرف كيف نتصرف ونحدد الموقف. كان هناك نوع من الخوف الشعبي تجاه الدول العربية، خصوصًا في زمن عبد الناصر، لكن كان هناك حد من التواضع وخطوات محسوبة. أما اليوم، فنحن أمام حكم يُشبه الفاشية على مستوى مؤسسات الدولة، مع تفاوت شديد في التعامل مع المواطنين العرب."
وعن قضية التهجير بالقوة، أوضح عودة أن تنفيذ أي مشروع تهجير يتطلب أربعة عناصر: الشعب اليهودي، المؤسسة الرسمية، الأجهزة الأمنية، وشريك عربي في الجوار، وأضاف: "نحن على الأقل لم نشارك بعد في هذا المركب الأخير، وهذا ربما هو العنصر الوحيد غير المتوفر."
المطلوب مشتركة، وإن تعذر فقائمتين مع فائض أصوات
أما فيما يخص الانتخابات القادمة ووحدة الصف العربي، فقال عودة: "بدون أدنى شك، أوسع خطوة للوحدة هي قائمة مشتركة واحدة مبنية على رؤية واضحة. يجب أن نتعالى على كل الجروح السابقة ونتوحد لمواجهة الحكومة الحالية. الاجتماعات الجارية قبل الإعلان عن الانتخابات مهمة جدًا، وأعتقد أن أكثر من 80% من الناس يفضلون قائمة واحدة ووحيدة."
ورغم تفاؤله بوحدة الصف، أشار عودة إلى سيناريو بديل: "إذا تعذر الوصول إلى قائمة واحدة، يمكن أن نذهب بقائمتين مرتبطتين بفائض الأصوات، على أن لا نذهب بثلاث قوائم. المهم رفع نسبة التصويت لأعلى ما يمكن."
واختتم حديثه بالقول: "من المهم أن نفهم الأمور ببساطة ووضوح، كما يفهمها الإنسان البسيط في حياته اليومية. أكثر من 80% من الناس يريدون وحدة، وهذا خيار يجب أن يكون واضحًا ومريحًا للجميع."
First published: 12:27, 28.08.25