أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، في مقابلة مع قناة الإخبارية السورية مساء الجمعة 12 أيلول/سبتمبر، أن بلاده "لا تريد أن تكون في حالة قلق أو توتر مع أي دولة في العالم"، مضيفًا أن "الكرة بملعب الدول التي تسعى إلى إثارة الفتن والقلاقل في سوريا".
برود مع إيران ومراقبة قاعدة حميميم
الشرع أوضح أن سقوط النظام السابق أدى إلى "إخراج الأذرع الإيرانية من المنطقة"، مشيرًا إلى دخول العلاقات مع طهران في حالة من البرود، لكنه نفى وجود قطيعة نهائية.
وفي حديثه عن العلاقة مع روسيا، كشف أنه خلال العمليات العسكرية الأولى كانت هناك إمكانية لاستهداف قاعدة حميميم الجوية، لكن ذلك كان سيدفع موسكو إلى الانخراط بشكل أكبر، مضيفًا أن "طائرات شاهين كانت تراقب القاعدة من الأجواء ضمن تكتيكات عسكرية".
التزامات متبادلة مع موسكو
وتابع أن السيطرة على حلب فتحت قنوات تواصل جديدة مع روسيا، مؤكدًا أن "هناك التزامات متبادلة بين دمشق وموسكو تم الحفاظ عليها حتى اليوم". وأضاف أن السياسة السورية الحالية تقوم على تجاوز الماضي وبناء العلاقات على أساس السيادة واستقلال القرار.
مفاوضات واتفاق أمني مع إسرائيل
الشرع أشار أيضًا إلى أن سوريا في "طور مفاوضات حول اتفاق أمني مع إسرائيل"، مضيفًا أن بعض سياسات تل أبيب عكست "حزنها على سقوط النظام السابق". وشدد على أن سوريا "لا تقبل القسمة" وأن "السويداء جزء أصيل من البلاد"، لافتًا إلى أن "قسد لا تمثل كل المكوّن الكردي".
علاقات مع واشنطن والغرب
كما أكد أن سوريا نجحت في الحفاظ على علاقات هادئة مع روسيا، وفي الوقت ذاته بناء علاقات مع الولايات المتحدة والدول الغربية. وفي هذا السياق، استقبل الشرع في وقت سابق من الجمعة قائد القيادة المركزية الأميركية الأدميرال براد كوبر والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس باراك، حيث جرى بحث التعاون السياسي والعسكري بين الطرفين.
أولويات داخلية وإعادة إعمار
محليًا، لفت الشرع إلى أن "أي سلطة لديها مهمتان أساسيتان: حماية الناس وتأمين أرزاقهم"، مشيرًا إلى أن سوريا استقبلت خلال الأشهر التسعة الماضية نحو 1150 خط إنتاج جديدًا وأعادت تشغيل معامل متوقفة. كما أوضح أن صندوق التنمية يستهدف القرى المدمرة كحل مباشر لقضية النازحين، وأن مشروع إعادة الإعمار سيكون عملية طويلة مبنية على الأولويات والإمكانات المتاحة.