أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، اليوم في ستوكهولم، عن فوز ثلاثة علماء بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2025، وهم الأردني من أصول فلسطينية عمر ياغي، إلى جانب سوسومو كيتاغاوا وريتشارد روبسون، تقديرًا لإسهاماتهم الرائدة في تطوير الأطر المعدنية العضوية (Metal–Organic Frameworks – MOFs).
وسيتقاسم العلماء الثلاثة الجائزة المالية البالغة 11 مليون كرونة سويدية، أي ما يعادل نحو 872 ألف جنيه إسترليني. ويأتي هذا التكريم بعد عام من فوز ديميس هاسابيس وجون جمبر وديفيد بيكر بالجائزة نفسها تقديرًا لأبحاثهم حول البروتينات، التي تُعد اللبنات الأساسية للحياة.
من هو عمر ياغي؟
وُلِد عمر ياغي عام 1965 في العاصمة الأردنية عمّان لعائلة فلسطينية لاجئة، ونشأ في بيئة متواضعة تفتقر إلى أبسط مقومات الراحة، حيث عاش مع عدد من إخوته في منزل صغير محدود الإمكانيات. ورغم تلك الظروف، لمع نبوغه منذ الصغر، إذ كان شغوفًا بالعلم والاكتشاف. وفي سن الخامسة عشرة، انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمتابعة تعليمه، رغم ضعف لغته الإنجليزية حينها، لكنه سرعان ما أثبت قدرته الفذة على التعلّم والتفوّق.
نال ياغي درجة البكالوريوس في الكيمياء من جامعة ولاية نيويورك في ألباني عام 1985، ثم تابع دراسته العليا في جامعة إلينوي في أوربانا–شامبين حيث حصل على الدكتوراه في الكيمياء غير العضوية عام 1990. بعدها عمل باحثًا في جامعة هارفارد، قبل أن يبدأ مسيرته الأكاديمية كأستاذ في جامعة ولاية أريزونا، ثم جامعة ميشيغان، ومن بعدها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس (UCLA)، ليستقر لاحقًا في جامعة كاليفورنيا – بركلي، حيث يشغل منصب أستاذ الكيمياء المرموق ويحظى بتقدير واسع في الأوساط العلمية العالمية.
يُعتبر ياغي أحد مؤسّسي فرع جديد في علم الكيمياء يُعرف باسم الكيمياء الشبكية (Reticular Chemistry)، وهو علم يقوم على ربط اللبنات الجزيئية بروابط قوية لتشكيل هياكل مسامية يمكن التحكم في شكلها ووظيفتها. ومن خلال هذا المفهوم المبتكر، طوّر ياغي الأطر المعدنية العضوية (MOFs) والأطر التساهمية العضوية (COFs) التي تُستخدم اليوم في تطبيقات حيوية تشمل تخزين الهيدروجين والميثان، والتقاط ثاني أكسيد الكربون، واستخلاص المياه من الهواء الجاف في المناطق الصحراوية.
وقد حصد العالم الفلسطيني الأصل عشرات الجوائز والتكريمات الدولية قبل نيله نوبل، تقديرًا لإسهاماته التي فتحت آفاقًا جديدة أمام الكيمياء التطبيقية وحلول الطاقة والمياه. واليوم، يُعدّ عمر ياغي رمزًا ملهمًا للعالم العربي والعلماء المهاجرين، ودليلًا على أنّ الإصرار على المعرفة يمكن أن يتجاوز الحدود والجغرافيا، ليصنع مجدًا يخلّد اسم فلسطين والعرب في صفحات العلم العالمي.