اختفاء آثار شخص تعرض لهجوم من سمكة قرش

مشاهد توثق قيام سمكة قرش بمهاجمة مستجم عند شاطئ قرب الخضيرة واختفاء آثاره في المكان

اختفاء آثار شخص تعرض لهجوم من سمكة قرش
في مشاهد مرعبة تم توثيقها من خلال المستجمين، هاجم قرش، عصر اليوم الاثنين، شخصا كان يسبح في احد شواطئ الخضيرة، حيث أظهرت مقاطع فيديو منتشره الشخص وهو يحاول إبعاد القرش عنه وحوله بقعة من الدماء.
وقالت نجمة داوود الحمراء، في بيان أصدرته إنها تلقت بلاغا من سكان عن شخص تعرّض لعضّة سمكة قرش على شاطئ في مدينة الخضيرة، حيث يقوم المسعفون بتمشيط المكان. وتابع البيان "حتى هذه اللحظة، لم يتم العثور على المُصاب الذي تم الإبلاغ عنه"
ومن جهته، أعلن قسم الشواطئ في بلدية الخضيرة عن تنفيذ أعمال تمشيط واسعة بمشاركة قوارب بحرية وغيرها في جهود البحث عن مصاب محتمل وفقا لبلاغ المواطنين. وناشد البيان الجمهور من عدم الدخول للمياه أو محاولة الاقتراب من أسماك القرش أفادت سلطة الطبيعة والحدائق أنها تلقت بلاغًا أوليًا عن إصابة شخص بهجوم من قِبل سمكة قرش قرب منطقة نهر الخضيرة، وهي منطقة يُحظر السباحة فيها. وأوضحت السلطة أن مفتشيها توجهوا إلى الموقع للتحقق من ملابسات الحادث، وأعادت التذكير بالتحذيرات السابقة التي صدرت مع ظهور أسماك القرش، مشددة على أنها حيوانات محمية وينبغي عدم الاقتراب منها أو التفاعل معها.
ظهور متكرر للقرش الرمادي يثير الذعر
في الأسبوع الماضي، رُصدت سمكتا قرش من نوع "القرش الرمادي" (Carcharhinus obscurus) قبالة شاطئ بيت يناي. ورغم أن هذا النوع لا يُعتبر خطرًا على الإنسان، إلا أن ظهوره المفاجئ أثار الذعر بين مرتادي الشاطئ. يهودا زيمبرس من بلدة معموراه، الذي وثّق المشهد، قال:"لاحظت فجأة ظلالًا في الماء، وعندما اقتربت رأيت أنها قرشان. وصلا حتى مسافة 50-100 متر من الساحل، ما أثار الفزع بين معظم الموجودين. بعض الأشخاص حاولوا الاقتراب منهما، رغم أوامر المنقذ بمغادرة المياه". وأشار إلى أن القرشين تحركا من الجنوب إلى الشمال، وظهرا وكأنهما يرقصان قبل أن يختفيا شمالًا.
حادثة سابقة مشابهة قرب محطة الكهرباء في الخضيرة في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، تعرض الصياد ألموغ عطار لهجوم من قرش من النوع ذاته، أثناء تواجده على بعد نحو 3 كيلومترات من محطة توليد الكهرباء في الخضيرة. يُعتقد أن الهجوم وقع لأن عطار كان يحمل معه عددًا من الأسماك الصغيرة، وهي الفريسة المفضلة لهذا النوع من القروش. وعلى الرغم من أن هذا النوع نادرًا ما يهاجم الإنسان، إلا أنه قد يخطئ ويعض الغواصين أو الصيادين في بعض الحالات.
تجمّع موسمي للقروش قرب المياه الدافئة في كل شتاء، يتجمّع عشرات القروش عند مصب نهر الخضيرة، قرب نقطة تصريف المياه الدافئة من محطة "أوروت رابين" لتوليد الكهرباء. وتشمل هذه التجمعات نوعين من القروش: القرش الرمادي النادر في البحر المتوسط، وقرش "سِنَفيري" المُهدد بالانقراض. ويُعد هذا الموقع نقطة جذب للسياح والزوار الذين يتوافدون لمشاهدتها، بل إن بعضهم ينزل إلى المياه رغم التحذيرات الرسمية المتكررة.
تأكيد علمي: القرش ليس مفترسًا بطبعه رشا الحاج، مديرة الوحدة التعليمية في معهد أبحاث البحر، أكدت أن أنواع القروش في المنطقة "ليست مفترسة ولا عدوانية كما يُشاع عنها". وأضافت: "القروش موجودة هنا منذ عشرات السنين، ونقوم بالغوص بجانبها وإجراء الأبحاث دون مشاكل. ما تغير في السنوات الأخيرة هو الاهتمام الإعلامي بها، ما زاد أعداد الزوار والمصورين، وأثر سلبًا على سلوكها الطبيعي".
وأشارت إلى أن هذه القروش تُفضّل المياه الدافئة قرب محطة الكهرباء لوضع بيضها، ونادرًا ما تعض البشر. ومع ذلك، فإنها تنجذب بشدة إلى رائحة الدم، بفضل حاسة الشم القوية التي تميزها.
غياب الإنفاذ يعرض البشر والقروش للخطر من جانبها، أوضحت د. عدي بارش، المتخصصة في أسماك القرش وعضوة في مجموعة خبراء القروش التابعة للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة (IUCN)، أن معظم أسباب الحادث الأخير تتعلق بسلوك الإنسان. وقالت "بالإضافة إلى أن ظروف البحر لم تكن مناسبة للسباحة، فإن تجمّع عدد كبير من الناس حول القروش قد يؤدي إلى حوادث، وهو أمر محظور".
وأشارت إلى وجود حالات موثقة قام فيها المستحمون بجذب ذيل القروش أو الدخول إلى المياه مع أطفالهم لـ"اللعب معها"، وسط غياب شبه تام للرقابة. وتابعت: "لا يوجد تأكيد بشأن نوع القرش الذي هاجم الرجل، لكن يُرجّح أن يكون من نوع القرش الرمادي. يجب اتخاذ تدابير وقائية جدية لتجنب هذه التفاعلات والحفاظ على سلامة هذا الحيوان المحمي".
رابع حادث من نوعه خلال 80 عامًا
يُعد هذا الهجوم الرابع من نوعه في إسرائيل خلال الـ80 عامًا الماضية.
في عام 1946، أُصيب شرطي بريطاني بجروح خطيرة إثر هجوم قرش أبيض في تل أبيب.
في عام 1974، هوجمت طالبة ألمانية قرب شواطئ إيلات.
وفي عام 2013، تعرض شاب لإصابة جزئية في يده أثناء عمله في أقفاص أسماك قبالة شاطئ أشدود، على بعد 10 كيلومترات من الساحل.
First published: 15:54, 21.04.25