مالك خالدي والد القتيلين في إبطن يروي اللحظات الأخيرة قبل الفاجعة
استيقظت قرية إبطن على فاجعة أليمة بعد العثور على جثتي الشقيقين نضال وجمال خالدي داخل سيارتهما وقد تعرّضا لوابل من الرصاص في أرضٍ زراعية كانا متجهين إليها لقطف الزيتون.
ووفق المعطيات الأولية، وقعت الجريمة في ساعات الصباح المبكرة، حين كان الشقيقان في طريقهما إلى كرم العائلة، في موسم الزيتون الذي يحمل طابعًا تراثيًا وعائليًا خاصًا. إلا أن الرحلة تحولت إلى مأساة، لتضاف الجريمة إلى سلسلة حوادث العنف المستشرية في المجتمع العربي في الداخل.
شهادة مؤلمة من العائلة
1 عرض المعرض


من اليمين: مالك خالدي والد الشقيقين المغدورين نضال وجمال
(تُستخدم هذه الصورة بموجب البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
في حديثٍ مؤثر لراديو الناس، عبّر مالك خالدي، شقيق الضحيتين، عن صدمته وحزنه العميق، مؤكدًا أن العائلة معروفة بسمعتها الطيبة، ولا علاقة لها بأي نزاعات أو خلافات.
قال مالك بصوتٍ يملؤه الألم وبالعامية:"بارك الله بكم، جريمة بشعة إخواني محترمين، كل الناس تعرفهم، ما إلنا مشاكل مع احد، ولا إلنا خصومة مع أي عيلة. دايمًا بنشارك الناس بأفراحهم وأتراحهم، والوالد نفس الشي، بحياتنا ما جبنا مشكلة على بيتنا."
وأضاف باللغة العامية وبحرقة:"إحنا دار أبو مالك لا يوجد لنا أي مشاكل مع أحد. إخواني رايحين يقطفوا الزيتون، ناس رايحة على رزقها. اللي عملها ما عنده لا ضمير ولا إنسانية. إحنا ما بنعرف مين، ولا إلنا عداوة مع أحد. الله يرحمهم ويسامح القاتل."
مالك أكّد أن العائلة كانت تنتظر عودة الشقيقين من العمل في البستان، لكنهما تأخّرا بشكل غير معتاد، قبل أن تصلهم الأخبار المروّعة عن مقتلهما.
قائلا:"كنا ننتظرهم على الطريق، تأخروا. ما خطر في بالنا يصير معهم هيك، لأنهم ناس ما إلهم مشاكل مع حدا."
غضب وحزن في البلدة
أثار مقتل الشقيقين موجة حزن عارمة في إبطن والبلدات المجاورة.
المعزون وصفوا الضحيتين بأنهما "أبناء البلد الطيبين"، وأن جمال كان معروفًا بأخلاقه العالية وتعامله الطيب مع الجميع، فيما كان نضال شابًا هادئًا ومحبوبًا.
وشدد الأهالي على أن الجريمة "اعتداء على كل بيت في القرية"، معتبرين أن استمرار جرائم القتل بات يهدد نسيج المجتمع ويزرع الخوف في القلوب.
التحقيقات والملابسات
الشرطة أعلنت فتح تحقيق في الجريمة، مشيرة إلى أنها تعمل على جمع الأدلة من مسرح الجريمة وتحديد خلفية الحادثة، دون أن تُعلن حتى اللحظة عن اعتقال أي مشتبهين.
في المقابل، عبّر ناشطون عن استيائهم مما وصفوه بـ"تقصير السلطات في مكافحة العنف والجريمة في المجتمع العربي"، مؤكدين أن الجرائم تتكرر بينما تظل الملفات مفتوحة دون محاسبة.
رسالة العائلة: “بدنا عدل.. مش انتقام”
رغم الألم، شدّد مالك خالدي على أن العائلة لا تسعى للانتقام بل للعدالة:"إحنا مسلمين، أمرنا لله. ما بدنا نؤذي حدا، بس بدنا العدالة. بدنا نعرف مين قتلهم وليش. الله يرحمهم ويصبّرنا."
جريمة مقتل الشقيقين نضال وجمال خالدي تُضاف إلى سلسلة طويلة من الجرائم التي تحصد أرواح الأبرياء، لتطرح مجددًا تساؤلات حول غياب الأمن، وضرورة التحرك العاجل لوقف نزيف الدم الذي يفتك بالمجتمع العربي في الداخل.
ويبقى صوت العائلة المفجوع صرخةً في وجه العنف.